- طالب يخطئ ويحمل المسؤولية لكل أحد غير نفسه، فرسوبه سببه الدكتور، وغيابه سببه الزحمة، وعدم قبوله في الجامعة ليس تقصيره أيام الثانوية وعدم استعداده بل هو «قياس» وتعقيدهم للأسئلة.
- ومثله الموظف الذي يقصّر في عمله، ويحوّل الخطأ على أحد ثلاثة: المدير الذي ترك عمله ليتآمر عليه، أو الزملاء، الذين صنعوا بيئة عمل غير مناسبة لا تساعده على العطاء، أو المراجعين الذين يعانون من التخلف وعدم الانضباط.
- ومثلهما الأزواج والزوجات الذين يخطئون ويكابرون حتى تصل الأمور إلى هدم الأسر بسبب مكابرة المخطئ وعدم مبادرته للاعتذار، والأسوأ عندما يحمّل الولد مسؤولية مصائبه على والديه.
بل حتى المؤسسات فيها من يكابر ويبرر أخطاءه.
إن كنا نريد النجاح فلابد من معرفة الخطأ لا تبريره، لأن مبرر الخطأ لا يخرج من دائرة الخطأ، بل يستمر فيه ويستمرئه، فأول خطوات العلاج الاعتراف بالخطأ، وتحديد حجمه ثم السعي في معالجته.
ولذلك تجد الاعتراف بالخطأ سمة مشتركة بين الناجحين، بينما تبرير الخطأ سمة مشتركة بين الفاشلين.
سئل أحد الصالحين: كيف أصبحت؟ قال: «أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أفضل: ذنوب سترها الله - عز وجل- فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد؛ ومودة قذفها الله -عز وجل- في قلب العباد لم يبلغها عملي.»
ومن دعائنا في كل صباح ومساء، سيد الاستغفار وفيه إقرار بالخطأ لا تبرير له، «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
يجب أن نكون أكثر عقلاً وشجاعة فنعترف بالخطأ ونعتذر عنه لا نبرره، فتبريراتنا لا تقنعنا فضلاً عن أن تقنع غيرنا، نرى ذلك في عيونهم وإن لم يقولوها بألسنتهم، كما أن صحوة مبرر الخطأ من خطئه تكون في أغلب الأحيان بكارثة، فالخطأ يكبر ويتعقد، وبالتالي فالقدرة على تغطيته لا يمكن أن تستمر طويلاً.
لقد قيل: ليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ.
@shlash2020