- الأفكار المبعثرة تشبه التوت البري، حيث تكون متناثرة ومبعثرة في عقولنا وتتطلب جهدًا لجمعها وتنظيمها، عندما نقوم بجمع التوت البري، نحتاج إلى التركيز والصبر حتى نجمع الثمار الصغيرة المتناثرة ونجد الجمال والطعم الشهي فيما يبدو على أنه فوضى، بنفس الطريقة، عندما نقوم بجمع أفكارنا المبعثرة، فإننا نحتاج إلى التركيز والتفكير العميق لتنظيمها وربطها ببعضها البعض.! وكما أن التوت البري غني بالفوائد الصحية، فإن جمع الأفكار المبعثرة وتنظيمها يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتفكير والإبداع ، الأفكار المبعثرة مصدر للإلهام والابتكار، وبمجرد أن ننظمها ونجمعها معًا بشكل منطقي، قد نكتشف فرصًا مذهلة لولادة الأفكار المبتكرة.
- تحدث هذه الحالة عندما يكون هناك الكثير من المعلومات أو الأفكار التي تتدفق إلى العقل في نفس الوقت أو على أوقات متعاقبة بشكل متقارب، مما يؤدي أحياناً إلى عدم القدرة على ترتيبها بشكل مفيد، وهذا يمكن أن يحدث مراراً وتكراراً في حياة الإنسان، لكنها نادراً ما ينتج عنها مخرجات تغير مجرى التاريخ، وهناك العديد من العلماء والمفكرين الذين نجحوا في تحويل الأفكار المبعثرة إلى إنجازات كبيرة مثل آلبرت أينشتاين، فقد كانت لديه العديد من الأفكار المبعثرة والمتناثرة حول نظرية النسبية، وليوناردو دا فينشي كان رسامًا وعالمًا ومهندسًا نجح في تحويل هذه الأفكار إلى إنجازات كبيرة في عدة مجالات بما في ذلك الرسم والهندسة وعلم الأحياء، كذلك ماري كوري كانت لديها أفكارها المبعثرة حول الإشعاع والعناصر الكيميائية ، نجحت في تنظيم هذه الأفكار ودفعت بها إلى إنجازات كبيرة في مجال الفيزياء والكيمياء، وحصلت على جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء.
- شخصيا أضع مجموعة من مرشحات لتلك الأفكار لتصبح جاهزة للتطبيق أطلقت عليها ملحمة التوت البري، أولا أقوم بكتابة الأفكار على ورقة لتنظيمها وربطها ببعضها البعض ولا أهمل التفاصيل مهما كانت صغيرة، ثم أقوم بتصنيفها إلى فئات مختلفة بناءً على الموضوع أو الأولوية أو أي معيار آخر يناسب سياق الأفكار أو التحديات المتوقعة، بعدها إخضاع تلك الأفكار لعاصفة من النقاش النقدي لتصحيحها وتعديلها، هنا لا بد من إجراء تحليل نقدي عقلاني للأفكار وترتيبها وتقييمها بناءً على معايير الجودة والقابلية والنتائج المتوقعة، وختاما، استخدم الرسوم البيانية لربط الأفكار ببعضها البعض وإظهار العلاقات بينها، وترسيخها في الذاكرة قبل عرضها على الثقات من الأصدقاء لمناقشة جودة الفكرة وآليات التنفيذ.
- ختاما ومن واقع تجربة اعتبر جمع الأفكار المبعثرة دليل على أن الفوضى يمكن تحويلها إلى نظام، وأن الفوضى في ذهننا يمكن تنظيمها وتوجيهها نحو هدف محدد عندما نستطيع جمع أفكارنا المبعثرة وترتيبها، فنحن قادرون على تحويل الصعوبات إلى فرص، وأنا مؤمن جداً بأن الفهم والحكمة لا تأتي فقط من الأفكار المرتبة، بل أيضًا من الفوضى التي تمكننا من تحويلها إلى شيء جديد ومفيد.
@malarab1