- يشير مفهوم نقل المعرفة في الشركات والمؤسسات، إلى العملية التي يشارك فيها الموظفون أو أصحاب العمل مهاراتهم أو معلوماتهم أو خبراتهم أو أفكارهم مع إدارات أخرى أو أفراد آخرين في العمل، ولكننا نشير هنا إلى نوع آخر من نقل المعرفة، ألا وهو، نقول مهارة الذكاء الاجتماعي، وهو وفقا «لإدوارد ثورنديكي»، القدرة على الفهم والتعامل مع الرجال والنساء والصبيان والبنات، والتصرف بحكمة في العلاقات الإنسانية».
- ولقد أولى الآباء أهمية بالغة لتطوير هذه المهارة لدى أبنائهم، عبر اصطحابهم معهم لحضور مجالس العلم، أو المناسبات الاجتماعية المختلفة، السعيدة منها أو غير ذلك، ليتعلم الأبناء منهم أمورا نافعة كثيرة: منها، أهمية التواصل الاجتماعي، وتلبية الدعوة، ومن ذلك أيضا إكتساب لغة الخطاب المناسب لكل منها، فيتعلم الإبن ، ماذا يقال عند التهنئة، أو في مجلس العزاء أو غير ذلك، وكيف يقوم بتحية الناس وكيف يقوم بتوديعهم.
- تلك الخبرات النافعة، لا تنقل بالتوجيه والكلام المجرد، بل لا بد من أن تكون عبر مواقف تمارس ويشاهدها الجيل ويتربى عليها، ليتلقاها ويتشربها ويمارسها ويشعر بقيمتها، وليس عيبا أن يخطئ الابن فيصحح ويحاول ويجرب، ليتحسن ويتمكن، فهي ثروة قد يصعب تعلمها من خلال وسيلة مسموعة أو مقروءة أو مشاهدة.. ومن هذا المنطلق، ينبغي علينا أن نحرص على اصطحاب أبنائنا، كلما سنحت لنا الفرصة، كما حرص آباؤنا رحمهم الله، وأطال في أعمار من بقي منهم على خير، لهذه المناسبات المختلفة، لنكون بذلك قد نقلنا لهم ثمرة الخبرة التي اكتسبنها من آبائنا، وليكونوا قادرين على نقلها لأبنائهم فيما بعد وهكذا دواليك.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
حرض بنوك على الآداب في الصغر
كيما تقر بهم عيناك في الكبر
وإنما مثل الآداب تجمعها في
عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
@azmani21