الغريب أنني وجدت قائدا إداريا يختلف عن الجميع، يعمل ليل نهار، إضافة لبقائه خارج أوقات العمل وفي الإجازات الرسمية ولم يسأل عن إجازاته يوما، إنه عبدالرحمن بن فهد المقبل، مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية قائد مختلف.
واستمر الحال ما يقارب 8 أشهر وسط تذمري ومحاولة إقناعه بالتقنية وسهولتها، وبعد فترة أتقنت صياغة الخطابات وكان لا يجد تعديلا عليها، وبعدها أخبرني أنني أستطيع كتابة ما يطلب مني على الكمبيوتر بعد أن تأكد أنني أصبحت قادرا على أداء المهام المطلوبة، وأنه كان يهدف إلى أن تترسخ الكتابة بخط اليد في الذهن، وفعلا استفدت من ذلك كثيرا.
خلال الخمس السنوات الأولى، كلفت بعدة مهام مختلفة عن مهامي، وأعمال بأقسام أخرى وجهات حكومية وكذلك توجيهاته بالمشاركة في المناسبات الوطنية حتى زرع في نفوسنا العمل بروح الفريق.
وبعدها انتقلت للعمل بمنطقة أخرى، ثم اجتمعنا مجددا للعمل تحت إدارته خلال السبع سنوات الماضية، ولعلي أتحدث عن آخر يوم عمل لهذا القائد والذي فضل أن ينهي مسيرته الوظيفية بالاجتماع بجميع قيادات وموظفي وموظفات الفرع، ليوصيهم ويحملهم أمانة خدمة المستفيدين، وتوقعنا أن يكون نهاية آخر يوم عمل له، إلا أنه توجه بعدها إلى محافظة الاحساء لزيارة عدد من الأيتام ونزلاء مركز التأهيل الشامل، وشكر القائمين على رعايتهم ليعود إلى منزله في وقت متأخر ليلا، ولم يعلم بأن مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت رسائل الثناء والوداع لعمله الخالص لوجه الله سبحانه، وجهوده مع مختلف أطياف المجتمع .
هنا نتوقف أمام فكر وجهود وموظف حكومي مختلف، يستمر إلى آخر ساعة من أيام عمله، نسأل الله له التوفيق ، ونقول له «كفيت ووفيت».
مدير مكتب العمل بمحافظة الخبر