وفي كل مرة يكون عند الطالب فترة الاختبارات سنلاحظ أن الأيام التي تسبقه تكون حالة طوارئ، فالكل يكون في حالة تشنج فتطول قائمة الممنوعات، يحضر التجول وتبدأ حملات التوجيهات من الأهالي لتكثيف جهود المذاكرة وعليه يتصاعد قلق الأبناء وربما يصابون بالهلع، وعندها تبدأ أزمة تنظيم جداول المذاكرة، عدم الانتظام بالأكل، وأرق النوم ونوبات البكاء، يكمن هنا دور الوالدين بتأمين المناخ النفسي المريح لفلذات الأكباد لجعل المرحلة هادئة وتمر بسلام حتى لا يتأثر تحصيلهم النهائي.
يجب تحديد الأولويات من خلال وضع جدول زمني مع الالتزام به.مثال ذلك ( تقنية الطماطم (Pomodoro Technique) التي تساعد التلاميذ على إدارة وقت المذاكرة والراحة بطريقة سلسة، وذلك باستخدام مؤقت لتقسيم الوقت إلى فترات زمنية مدة الواحدة 25 دقيقة ثم تكون فترة راحة قصيرة لمدة 5 دقائق ثم يستكمل الدراسة، عند كل 4 بروموداري (فترات عمل) يأخذ الطالب فترة راحة من حوالي 15 دقيقة والهدف من تلك التقنية ضمان الإنجاز وتحسين التركيز.خلال فترة الاختبارات يهمل معظم الطلبة صحتهم لذلك على الأهالي التأكد من أن أبناءهم يأخذون القسط الكافي من النوم - 8 ساعات يوميًا- ليتمكنوا من الاستذكار ويكون الدماغ في حالة نشاط. أثبتت الدراسات أن السهر يعطي نتائج سلبية، وبحسب مجلة SLEEP AND BIOLOGICAL RYTHEMS الحرمان من النوم يرتبط بضعف الأداء الأكاديمي والخلل الوظيفي البدني عند طلاب الجامعة.كما يجب توفير نظام غذائي صحي لأبنائنا بحيث تكون الوجبات مليئة بالقيم الغذائية والإكثار من بعض الأطعمة مثل الأسماك والمكسرات التي تزيد من قدرة الطالب على التركيز لاحتوائها على الأوميغا 3، والتأكيد على شرب الماء لتنشيط الذاكرة وزيادة الانتباه.
رسالة للأهل كونوا عونا لأبنائكم لا عبئا إضافيا، لا تضغطون كل الضغط بهدف الحصول على الدرجات الكاملة فقد يصل بهم الأمر للاحتراق النفسي «Burnout»، لا بد أن يعي أولياء الأمور الفروقات الفردية بين الأبناء فليس شرطا أن يكون جميع أبنائنا أطباء أو مهندسين، أن يصبح الطالب موظفا مميزا ومبدعا أفضل من أن يكون طبيب عادي، التكامل وتواجد جميع المهن أمرا أساسيا في المجتمعات الحضارية.
أدعو الله بكل التوفيق لأبنائنا الطلاب في مسيرتهم الدراسية.
@DrAL_Dossary18