أيضا هو ملم بمشاكل الحارة من مطبات وحفريات وإمامة السجد وإنارات الشوارع والمدارس وغيرها من الخدمات العامة كمشاكل المياه وغيرها، كما أنه حريص على تحديث معلوماته بشكل آني وفوري فمثلا يعرف أن هذا الجار مسافر في إجازة سياحية أو عمل ومتى سيعود وإلى أين ذهب، كما أنه يعرف كم تبقى لك على الإحالة إلى التقاعد أو كم أمضيت متقاعدا ومقدار دخلك المادي وسلوكك المالي وتجارتك كذلك، كما أن هذا الجار الحركي الرائع في بعض الأحيان يذود عن حمى الحارة إن حصلت أي مشكلة فتجده محاميا مدافعا عنها وأيضا مطالبا أمام بعض الجهات ذات العلاقة بمصالح الحارة كالعمدة والبلدية وغيرها. وكذلك ملم بالملاحظات على بعض الجيران كمن يغيب فجأة أو لديه عارض صحي أو عزاء او أي ظرف .
-كل هذه جوانب مضيئة في شخصية هذا الجار الحركي وأطلقت عليه حركي لأنه متحرك في كل الزوايا المرئية والمعنوية في حياتنا في الحارة، والجانب المظلم من هذه الشخصية الفريدة أنه قد يتطور من متطوع إلى ملقوف فتجده يتدخل في ما لا يعنيه وينصح ويتحدث فيه أمور من المفترض أن لا علاقة له بها، كما أنه يتحول من جار متطوع إلى مراقب سلبي يطلع على كل شاردة وواردة وكانه حارس شخصي لمنزلك لم تنصبه أو عين ساهرة ترقب كل ما يدور خارج وأحيانا داخل منزلك والمصيبة الأعظم إن كانت زوجته تنوب عنه أو سكرتيره الخاص أو المحرك الخفي لمهاراته القيادية.
الخلاصة أن هذا العمل تطوعي يشكر عليه في حدود معية مشتركة بما يخدم الجميع أما إن تطور أكثر من ذلك فإنه يتحول إلى نقمة كبيرة تفرق ولا تجمع.
@Majid_alsuhaimi