تراجع احتمالات الانكماش
يعتقد صندوق النقد الدولي أن هناك احتمالًا أقل لما يسمى ”الهبوط الصعب” وهو الانكماش الاقتصادي بعد فترة من النمو القوي على الرغم من المخاطر الجديدة الناجمة عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية ومعوقات سلاسل التوريد الدولية بسبب التقلبات الجيوسياسية في الشرق الأوسط من الحرب العدوانية على غزة وتوسعات الصراع الأخرى.نمو أمريكا وأوروبا
يتوقع الصندوق أن يتحقق في الولايات المتحدة نمو هذا العام بنسبة 2.1% و0.9% في كل من منطقة اليورو واليابان و0.6% في المملكة المتحدة.اقتصاد عالمي مرن
علق على ذلك بيير أوليفييه جورينشاس كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي لقناة سي إن بي سي: "ما قيمناه خلال الفترة الماضية يقول بأننا أمام اقتصاد عالمي مرن في النصف الثاني من العام الماضي وسيستمر ذلك حتى عام 2024”.اقرأ أيضاً: تباطؤ الإنفاق العالمي يدفع المستثمرين إلى التركيز على السندات
وأظهرت أحدث الأرقام الرسمية أن الاقتصاد الأمريكي تجاوز توقعات الاقتصاديين في الربع الرابع، مع نمو بنسبة 3.3% .
آفاق النمو في الصين
واجهت الصين مجموعة من المشكلات خلال العام الماضي، بما في ذلك انتعاش مخيب للآمال في الإنفاق بعد الوباء والمخاوف بشأن الانكماش وأزمة القطاع العقاري المستمرة.وطرحت الحكومة مجموعة من إجراءات التحفيز استجابةً لذلك مما ساهم في رفع مستوى صندوق النقد الدولي.
أقل من المتوسط العالمي
ومع ذلك، تظل توقعات صندوق النقد الدولي أقل من متوسط النمو العالمي بين عامي 2000 و2019 البالغ 3.8%.وقالت المؤسسة إن ارتفاع أسعار الفائدة وسحب بعض برامج الدعم المالي وانخفاض نمو الإنتاجية لا يزال يؤثر على الاقتصاد.
انخفاض التضخم
لكن السياسة النقدية التقييدية أدت إلى انخفاض التضخم بشكل أسرع من المتوقع في معظم المناطق وهو ما وصفه جورينشاس بأنه "خبر جيد" في تقرير يوم الثلاثاء.اقرأ أيضاً: حائز على نوبل: العالم على أعتاب أزمة مصرفية ومالية جديدة
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ التضخم العالمي 5.8% في عام 2024، و4.4% في عام 2025. وفي الاقتصادات المتقدمة، سينخفض ذلك إلى 2.6% هذا العام، و2% العام المقبل.
خفض أسعار الفائدة
قال جورينشاس :"لقد تم تحقيق مكسب في المعركة ضد التضخم ولدينا احتمال أكبر للهبوط الناعم وهذا يمهد الطريق أمام البنوك المركزية وبنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وبنوك أخرى للبدء في تخفيف أسعار الفائدة بمجرد أن نعرف على وجه اليقين أننا نسير على هذا الطريق".وتابع :"التوقعات الآن هي أن البنوك المركزية سوف تنتظر الحصول على المزيد من البيانات وإذا حدث ذلك فسنرى بحلول النصف الثاني من العام تخفيضات في أسعار الفائدة".
وأضاف جورينشا أنه في حين أنه لا ينبغي للبنوك المركزية أن تخفف الفائدة في وقت مبكرإلا أن هناك أيضًا خطر استمرار السياسة المتشددة ما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو وخفض التضخم إلى أقل من 2% في الاقتصادات المتقدمة.