- على سبيل المثال لا الحصر.. ستجد أن القرآن الكريم يخبرنا، عن قصة إبني آدم عليه السلام، كما يحدثنا نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم -عن قصة الثلاثة الذين آوو الى غار في جبل، وسوف نجد أن تلك القصتين، وكذلك غيرهما الكثير من القصص الواردة في كتاب الله وصحيح السنة النبوية، سنجدها جاءت في سياق قصير بليغ في المعنى وبليغ في الأثر، ودون أن يبينا لنا مكان أو زمان حدوثها، ودون التطرق إلى كذلك إلى اسماء تلك الشخصيات، لأن العبرة في المواقف وحسب.
- كما ذكرنا بأن بلاغة المعنى والأثر في القصص الكثيرة الواردة في كتاب الله وصحيح السنة النبوية ركزت على العبرة والموقف دون بقية التفاصيل، بينما تجد اليوم أن هناك نوعا من البشر يتلذذون باجترار قصص الناس ويتشفون منهم، ويصرحون بأدق التفاصيل التي لا حاجة للسامع بها، كمكان وزمان وقوع تلك القصص، وأسماء الاشخاص، وغير ذلك مما يدفع السامع للانشغال بتلك التفاصيل، والابتعاد عن المقصد الحقيقي من ذكر القصة ألا وهي العبرة «لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترىٰ ولٰكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون».
- ختاماً، إن نافلة القول، أنه ينبغي علينا أن نستخدم هذا الأسلوب التربوي الجميل كلما دعت الحاجة إليه، ونهتم بأخذ الفوائد والعبر منه، دون الإغراق في التفاصيل التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تدفع الى تتبع العثرات والزلات وتوغل النفوس بعضها على بعض، لذا علينا أن نعمل بوصية نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله».
قال الناظم:
اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر
ضل قوم ليس يدرورن الخبر
@azmani21