- نجد أنه بين الحين والآخر يثير هذا الكوب الجدل، فيناشد بعضهم الناس للنظر إلى قيمة هذا الكوب، ومدى جدوى الاحتفاظ بقيمته للادخار، وكيف له أن يكسب ثروة لو غيّر تفكيره وادخره.
- هل تعد قيمته استثماراً في تحسين الحياة، المزاج، والاستمتاع؟ أم أن الادخار أولى من هذا التحسين! ألا يجب علينا أن نكسر الروتين ونغير النمط بين الحين والأخر؟ هل ما نقوم به خطأ سنندم عليه لاحقاً؟
وقع الحياة الآن يختلف تماماً عن العام الماضي فما بالكم عن قبل خمسة، عشرة أعوام، والمقهى هو أحد الجهات التنفيسية للمرء، حتى إن كان منفرداً مع ذاته وبين يديه كوب قهوته؛ سوداءً بلونها، ومرةً بطعمها أو مضافاً إليها نسبةً من الحليب، فهو استشفاء من نوع مختلف.
- الاختباء أو الهروب في بعض الأحيان يكون في المقاهي، حتى يكون الهارب بين أصوات الناس الضاحكة، أو الغاضبة، أو المترقبة، أو السارحة في همومها أو أفكارها؛ أو الغارقة في عملها من المتخذين من المقهى مكاناً مناسباً لتأدية وإنجاز أعمالها، أو الباحثة عن خروجها من صندوقٍ اعتاد على التقليد والرتابة بأفكاره، فكوب من القهوة هو طوق نجاةٍ للخروج منه.
- لا أنكر بأن أغلب؛ أو بالأصح جميع ما اكتبه برعايةٍ من كوب قهوة في أحد المقاهي، ما عدا مقالي هذا حتى لا يكون هناك تعارض للمصالح، وحيادية مع هذا الكوب، ولكن بالمراجعة! رأيتني من أنصاره دون إدراك؛ أو للحق! مع سبق إصرارٍ وتأكيد.
- عني لا أرى كوب القهوة رفاهية زائدة عن الاحتياج، بل رفاهية ضرورية، فالكوب نفسه ليس هو ما ندفع قيمته، فالقيمة غير المباشرة هي في الخروج إلى مكان مختلف، مقابلة الناس خارج المنازل، التجربة الجديدة لما يقدمه المقهى من محصول أو منتج؛ والتغيير الذي يسكننا عندما نعود منه إلى المنزل، أو بالطاقة التي نحصل عليها منه قبل بدء يوم العمل.
- هناك أمور كثيرة قد نبخل بها على أنفسنا من باب، قد احتاجها فيما بعد، لكن الـ «فيما بعد» لا يأتي! فنكون حينها قد قصرنا في حق أنفسنا لأجل «قد» لا مكان لها لشخصنا.
فلتشرب قهوتك بهناءٍ وعافية، وشاركني صورتها.
@2khwater
هل تعد قيمته استثماراً في تحسين الحياة، المزاج، والاستمتاع؟ أم أن الادخار أولى من هذا التحسين!