أعتقد أن السر في الاحترافية، فكلما كان المشروع احترافياً ضمن البقاء والاستمرارية بعد توفيق الله.
فغياب الاحترافية يؤدي إلى تبديد الثروة وسوء إدارتها، بينما وجودها يسهم في استقرار المؤسسات، وزيادة الإنتاجية، والتقليل من الأخطاء، وتحقيق التنافسية.
أما كيف نصل إلى الاحترافية؟ فيتم عن طريق: الدقة والمثابرة في الأداء، وما يميز المحترفين والناجحين هو طول نَفَسهم مقارنة بغيرهم، وقد سمعت معالي الوزير علي النملة عندما سئل عن سر نجاحه، قال: إن كنت قد نجحت فقد أخذت من اسمي نصيب، فأنا النملة وأمشي كالنملة، وعند قراءة سير الناجحين في مشارق الأرض ومغاربها تجد أمراً مشتركاً وهو طول النفس والتكيف مع الصعوبات.
وأيضاً الالتزام بالاستمرار في اكتساب المعلومات والمهارات المهنية والمحافظة عليها في المستوى المطلوب، فالناجحون يتطورون ولا يتوقفون، والمؤسسات تتعلم وتتقدم، فالمؤسسة غير المتعلمة هي جاهلة سرعان ما تتوقف عن مواكبة المؤسسات الأخرى، فهل دربت مشاريعنا العاملين فيها وتعاهدتهم بالتطوير؟
وأيضاً الأداء وفق المعايير المهنية والفنية المحددة لتقديم الخدمات، فليس معقولاً أن تعمل المؤسسة – كما هو الحاصل في كثير من الأحيان- بلا معايير للأداء بل وفق اجتهادات مالك المشروع.
والاستقامة والأمانة وهما صفتان أساسيتان تميزان المؤسسات الناجحة والعاملين فيها، «يا أبت أستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين»، والمؤسسات الناجحة أمينة مع عملائها في تسويقها وخدمات ما بعد بيعها.
والتعامل الراقي مع الموظفين وإعطاء كل ذي حق حقه، فلن تنجح مؤسسة يشعر فرد من أفرادها بالظلم أو أنه لم يأخذ حقوقه كاملة، والالتزام باللوائح والقوانين والابتعاد عما يخل بالمهنة.
يحدثني والدي عن بدايته التجارية بانه لم يعجبه الوضع ولم يستطع التحمل، فقرر إيقاف مشروعه والانسحاب، فوجهه جيرانه وهم أعمامي للتوجه لأحد التجار الكبار الذي يتعاملون معه قبل القرار النهائي ثم اتخاذ ما يراه مناسباً، عندما قابل التاجر كبير السن، وكان قد عرف الموضوع قال له: هل كنت تتوقع أننا أصبحنا تجاراً لأننا ولدنا من بطون أمهاتنا تجار؟! من لم يصبر ويتحمل لن يكون تاجراً، وكانت هي الانطلاقة.
@shlash2020