ويشربُ منها رَائباً وحليبًا!
- البيت السابق من الأبيات الشعرية التي يتداولها الناس، وقد قيل عنه إنه أكذب بيت؛ لأنه لا يوجد ذئب يحلب نملة، ولا حليب في النملة حتى تُحلب، وقيل إنه أصدق بيت؛ لأنه يصور مشهداً رآه الشاعر ويتكرر في حياتنا.
البيت السابق لأحد قامات الشعراء العرب؛أبو الطيب المتنبي.
- وإذا عرف السبب بطل العجب، يقول المتنبي: كنت في أحد أسواق الكوفة واقفا قرب امرأة فقيرة تبيع السمك، فجاء رجل غني جدا أنا أعرفه ويرتدي ملابس غالية تدل على الغنى الفاحش. قال للمرأة: بكم رطل السمك؟ فقالت: بخمسة دراهم يا سيدى.. قال لها بتكبر: بل بدرهم للرطل، فقالت باستعطاف: أنا امرأة فقيرة، والسمك ليس لي بل لرجل أبيعه فيعطيني ما قسم الله، فقال باستعلاء: بل بدرهم، فقالت المرأة بقلة حيلة: بل بخمسة دراهم، فقال الرجل باستخفاف: أوزني لي عشرة، فأعدت له المسكينة عشرة أرطال على أمل أن تحظى بثمنها، فأخذها الرجل منها بقسوة ورمى عليها عشرة دراهم وذهب مسرعا، فنزلت دموعها وأخذت تنادى عليه فلم يجب، يقول المتنبي: فناديت عليه بنفسي فلم يجب، لقد كان ذئباً في غناه ولؤمه، وكانت نملة في ضعفها، وأنشد بيته السابق.
قارئي العزيز لا تظن أن سالفة «حلب النملة» لا وجود لها.. هي تتكرر في العالم اليوم بطريقة أو بأخرى..مثلا من يكاسر وينشف «ريق» بائع الحبحب الذي يعمل تحت لهب الشمس، وفي المقابل تلقى هذا المكاسر يشتري الماركات بلا مكاسرة، ويدفع في فنجان قهوة العشرين ريالا وربما أعطى العامل بخشيشا.
لا تنس من يستقوي ويهضم حقوق البنات واليتامى في المواريث.
الذئاب ليست أفرادًا فقط قد تكون دولاً تلتهم وتحتل دولًا أخرى..
-هذا ما يحدث اليوم، ويحدث العكس أيضًا، فلم يعد المشتري فقط من يستغل البائع، ففي حالات صار البائع يفترس «المشتري»، فالشركات والتجار يرفعون أسعار سلعهم متى ما أرادوا.
«النمل البشري» كثير في عالمنا، والذئاب مستعدة تحلبه دون أدنى تفكير في عواقب الظلم.
* قفلة : قال أبو البندري غفر الله له: حقوق الناس خط أحمر، فاحذر أن يشتكيك أحد إلى الله.
@alomary2008