منتدى صندوق الاستثمارات
شهد المنتدى عقد ورش عمل تم خلالها عرض الطلب الحالي والمستقبلي من شركات محفظة الصندوق في عدة قطاعات.وافتتحت فعاليات اليوم الثاني من المنتدى بجلسة ركّزت على الجهود الرامية لتعزيز المحتوى المحلي في اقتصاد المملكة، وتحدّث خلالها، رئيس إدارة التنمية الوطنية في صندوق الاستثمارات العامة جيري تود، مستعرضًا جهود الصندوق وشركات محفظته في هذا الإطار، حيث ارتفع إنفاق الصندوق وشركات محفظته على المحتوى المحلي بشكل كبير منذ عام 2021، كما عمل الصندوق على صياغة سياسات وبرامج وإستراتيجيات تشمل مختلف شركات محفظته لتعزيز مساهمتها بالمحتوى المحلي وتنميته.
تعزيز الاقتصاد
وتحدّث خلال الجلسة الرئيس التنفيذي لهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية عبدالرحمن السمّاري، مشيرًا إلى دور المحتوى المحلي في تعزيز الاقتصاد وتوليد الفرص ورفع كفاءة سلاسل الإمداد، كما ركّز على أهمية الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق مستهدف الصندوق في زيادة مساهمته وشركات محفظته في المحتوى المحلي إلى 60% بنهاية عام 2025.وتطرق الرئيس التنفيذي لـ"بوابة الدرعية"، جيري إنزيريلو، إلى أهمية الدرعية بما تحمله من قيمة تاريخية وإنسانية، كما لفت النظر إلى الاهتمام الذي يوليه المشروع لجودة الحياة وخدمة المجتمع المحلي، مضيفًا أن وجود "بوابة الدرعية" تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة كان فرصة لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص الذي ازداد اهتمامه بالمشاركة في المشروع والاستثمار فيه.
رؤية المملكة 2030
وشهد المنتدى انعقاد مجموعة من الجلسات الحوارية التي استضافت شخصيات بارزة وخبراء وكبار المسؤولين التنفيذيين في شركات القطاع الخاص، كان من أبرزها الجلسة الوزارية التي انعقدت في اليوم الأول من المنتدى، وتناولت أهمية القطاع الخاص في تحقيق رؤية المملكة 2030، وشارك فيها وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، الذي أكّد أن تمكين القطاع الخاص محور رئيس ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي إلى 65% بحلول 2030، مبينًا أنّ القطاع الخاص يثق في دور الحكومة في تعزيز بيئة الأعمال، وتوفير التشريعات اللازمة، مشبهًا دور صندوق الاستثمارات العامة بالمحرّك الذي يقود الاقتصاد المحلي في مختلف القطاعات.وخلال الجلسة، أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر بن إبراهيم الخريّف، عن تأسيس جمعية مصنّعي السيارات بهدف تقديم الحلول لتطوير وتنمية القطاع وحماية مصالح المصنّعين والعاملين فيه، وتطوير قنوات التواصل مع القطاع الحكومي، إلى جانب بناء القدرات البشرية في مجالات تصنيع وصيانة السيارات ذات الأنظمة التقنيّة المتطورة، مشيدًا بدور صندوق الاستثمارات العامة في قطاع المركبات تحديدًا، عادًّا أن انطلاقة القطاع في المملكة لم تكن متصورة لولا دور الصندوق واستثماراته.
وأكّد وزير السياحة، أحمد بن عقيل الخطيب، أهمية القطاع الخاص في دعم مستهدفات السياحة ضمن رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى دور الشراكات مع صندوق الاستثمارات العامة ومشاريعه الكبرى في تعزيز دور قطاع السياحة الذي يشهد نموًا كبيرًا، ويتقدم نحو تحقيق هدفه في رفع مساهمته بالناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 10%.
كما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة شركة عسير للاستثمار، العمليات التشغيلية للشركة، وهي إحدى شركات محفظة صندوق الاستثمارات العامة، وقال سموّه "تشهد المنطقة تحولًا غير مسبوق لتكون وجهة سياحية عالمية بما تتمتع به من مقومات طبيعية وثقافية فريدة".
وكان من أبرز فعاليات المنتدى تقديم جائزة "مساهمة" للقطاع الخاص لتكريم الشركات الوطنية التي قدمت إسهامًا مميزًا في المحتوى المحلي، حيث تهدف الجائزة إلى تعزيز الالتزام بتنمية المحتوى المحلي كأولوية لجميع المشاركين في السوق، ورفع القدرة التنافسية، وتسليط الضوء على المساهمات المتميزة في تنمية المحتوى المحلي.
وينظّم صندوق الاستثمارات العامة المنتدى بهدف تعزيز التعاون المشترك في العديد من المبادرات التي تساعد على تمكين القطاع الخاص المحلّي في مختلف القطاعات الإستراتيجية بالمملكة، حيث يعد المنتدى فرصة مواتية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الصندوق وشركات محفظته مع القطاع الخاص، بما يُسهم في تعزيز دور القطاع الخاص وإسهامه نحو تحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة في المملكة.