- ابتداءً من المعلوم أنه لا بد أخذ استشارة الأطباء والمختصين في هذا المجال، ولكني سأتحدث عن: هل هناك علاقة مباشرة أو وطيدة بين الاكتئاب والإبداع؟ وفي الغالب ينظر إلى الاكتئاب من جانب سلبي، ويقد يُحمل المكتئب فوق طاقته بالنقد أو اللوم والعتاب، أو حتى بكثرة السؤال عن حاله! والأسوأ اعتقاد أن الخروج منه يكون بسهولة أو بنصائح عامة سطحية أو بضغطة زر!!
- وفي بعض مراحل الاكتئاب قد يتخلله نوع من العزلة مع النفس تكون جسدية عن الناس أو فكرية حتى وسط الزحام! ولعل جانب الاكتئاب المنعزل يكون له وجه نافع ومفيد!! إذا كان وراءه نتائج ملموسة، مثلا أن ابن خلدون اعتزل الناس في القلعة بعد أن سأم من التقلبات السياسة في عصره، فأنتج في عدة شهور أفضل مؤلفاته، وهو كتاب «مقدمة ابن خلدون» والذي يعتبر حتى اليوم من كتب علم الاجتماع الأساسية. والفيلسوف الألماني الشهير المتشائم «شوبنهاور» والذي ظل كئيباً طول حياته!!.
- والاكتئاب الجميل قد يجعلك تفكر خارج الصندوق، وفي هذا الشأن يُذكر أن الرسام العالمي فينسنت فان خوخ والروائي والصحفي الأمريكي الفائز بجائزة نوبل إرنست همينغوي عن رواية «االعجوز والبحر» عاشا فترات طويلة مع الاكتئاب. واللوحة الشهيرة «الصرخة» والتي قدر ثمنها 120 مليون دولار!! هي للفنان النرويجي إدوارد مونش حيث نصحه البعض أن يتعالج من علته النفسية.
- تجدر الإشارة إلى أن العزلة والانطواء قد تكون صفات مشابهة لأعراض الاكتئاب، ولذلك يرى البعض علاقة مشتركة بينهما، فقد يكون في هذه المرحلة حالة من الاشتعال الذهني «التوهج» فيُنتج عنها أشياء خلاقة ومبدعة.
- نعم، هي ليست بالسهولة بمكان، ولكن لو استطاع المكتئب الموهوب أن يركز في المقام الأول على موهبته فقط، فربما يكتب اسمه على جدار التاريخ من حيث لا يعلم!
@abdullaghannam