والتوسع يعني أن تحل «الألحان» العشوائية المشوهة محل اللغة، وكي تضيع المعاني ويتلاشى إبداع اللغة العربية وعبقريتها ودقة مفرداتها، فيتمكن المتبرم هذا، والمتأزم ذاك، أن يرفع فأسه ويحطب في الظلام المعتم، و«يهبد» وتصبح اللغة «سبهللة»، كما يقولون في المقاهي ومرابع «التيك توك» وكما يودها الشعوبيون الذين شنوا أشرس العداء للغة العربية في ثمانيانيات القرن الماضي، فيسوغ للمتأزم، أن يكتب «عَمَّرَ الرجل» بدلاً من «عُمِّرَ الرجل»، والأولى لا معنى لها وليست منطقية، ومحال أن يطيل الرجل عمره، فالعمر في اللغة دائماً مفعول. ويكتب «تواجد» بدلاً من «موجود». و«تواجد» (من وجود) لا معنى لها لا بالعربية ولا بأي لغة في الدنيا، وليست منطقية أصلاً، والمفعول «موجود» هو الصحيح، والفاعل في «الوجود»، دائماً، هو الله تعالى، وليس أي مخلوق. وهذا إبداع اللغة، وأيضاً ينطق الإلحانيون، وهم كثر كزبد البحر، في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، «حلقة» بـ«حَلَقة» (من الحلاقة) والمقصود «حَلْقة» (دائرة).
خذ عندك.. أحد الجهابذة الداعين للتوسع باللغة ويجهز مشانقه لإعدام الحراس صبراً، ومن أشهر المطالبين بتحطيم حواجز اللغة و«التوسع» يكتب: «عدد كبير»، ولم يسأل نفسه كيف يكون «العدد كبير»؟ وكم طول وعرض وارتفاع العدد كي يكون «كبير»؟، بينما اللغة وحراسها المبدعون يقضون أن العدد وكل معدود هو «كثير» وليس «كبير» أبداً، وبهذا ينجح الجهبذ «الكبير» بتحطيم اللغة وجمالياتها وإبداعاتها، ويجعلها حساء مموه باهت لهواة طبخ، لا طعم لها ولا رائحة ولا لون، وكأنه «فاشينيستا» من موالي «التيك توك» ومن مولدي «يوتيوب» وصروفه .
*وتر
ايقونة الروائع..
منذ قرون، مما تعدون،
وخناجر الغادرين تغرس في أحشائها..
والبهية تلعق جراحها.. وتحيل الدم بلسماً وسمواً وضياء
لتبقى جوهرة اللغات ومجمع الكلم
@malanzi3