-إن وجود الأسواق الناشئة أو الصاعدة «وهي الاسواق التي تحولت من نامية إلى صاعدة أو ناشئة، ولكن ينقصها بعض العوامل لتكون في مصاف الأسواق المتقدمة، وقد تم تقسيمها الى أسواق صاعدة وأسواق صاعدة كبرى»، واتساعها وتقدمها ونموها، يشكل غطاء وحماية كبير للاقتصاد العالمي. فهذه الأسواق كانت نشطة، حتى في ظل حروب الكبار وخسائرهم وفوضى الازمات، لتبقى هي دوناً عن الأسواق الاخرى، محافظة على نمطها وكفاءتها ونشاطها وكذلك وعودها مع باقي الأسواق.
- عملت الأسواق الصاعدة بجد طيلة فترة العشرين عام الماضية لتكسب اقتصادها استقلالية، لذا شكلت الأزمات المتلاحقة فرصة كبيرة لبعض الاقتصادات الصاعدة وأسواقها، ومع تغير أسعار النفط، كان هذا عامل قوة اضافي، ومع فرض القيود والعقوبات الاقتصادية، كان بعضها بدائل ناجحة، وبفضل هذه الأسواق، لم تتأثر السوق العالمية ولم يضطرب الاقتصاد العالمي، وإن تباطئ، بل بالعكس اكسبته الأسواق الصاعدة، نشاط أسرع من المتوقع في استرداد عافيته.
-وفق تقرير جديد لصندوق النقد الدولي بعنوان «الأسواق الصاعدة تجتاز تقلبات أسعار الفائدة العالمية» أكد على أن «تراجع الحساسية للأسواق الصاعدة في أمريكا اللاتينية وآسيا، في المتوسط تجاه أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار الثلثين والخُمسين»، «وهناك بوادر أخرى على الصلابة في الأسواق الصاعدة الكبرى خلال هذه الفترة من التقلبات، فقد شهدت أسعار الصرف وأسعار الأسهم وفروق العائد على السندات السيادية تقلبات معتدلة، والأهم من ذلك أن أسواق السندات لم تشهد خروج المستثمرين الأجانب»، وعزى ذلك الى أن «الأسواق الصاعدة أمضت سنوات في تحسين أطر سياساتها لتخفيف الضغوط الخارجية، وبناء احتياطيات إضافية من النقد الأجنبي طوال العقدين الماضيين، كما ازدادت ثقة المدخرين والمستثمرين المحليين في الاستثمار في الأصول بالعملة المحلية، مما حد من الاعتماد على رأس المال الأجنبي، والعامل الأهم هو نجاح الأسواق الصاعدة الكبرى في تعزيز استقلالية بنوكها المركزية وتحسين أطر السياسات».
@hana_maki00