وأضاف أن المرضى أجريت لهم عدة فحوصات دقيقة ابتداءً بالفحص الإكلينيكي وتقییم التاریخ الطبي الخاص بهم، ثم عمل صور إشعاعیة لتحدید مكان وحجم وشكل الأكیاس/الشرائط المائية وبالإضافة إلى الأشعة المغناطیسیة، وفحص الدم والبول والبراز.
واستطرد د. الشهراني قائلاً قرر الفريق الطبي بالحالة الأولى إجراء عملية إستئصال كامل للفص الأيمن من الكبد، وذلك بسبب التعقيدات التي إتسمت بها الحالة من تداخل الكيس الضخم جدا بشكل كامل مع القناة الصفراوية الجامعة الرئيسية اليمنى بالكبد، وكذلك الوضع الصحي مع حدة الأعراض بسبب ضخامة الكيس حيث أنه احتوي على أكثر من "2 لتر" من الصديد المتكون من هذه الشرائط والحويصلات الطفيلية، حيث تم شفطها بالكامل ثم إستئصال الفص الأيمن.
أما الحالات الثلاث الأخرى فقد أجريت لهما عمليات إستئصال جزئي للكبد الملاصق لهذه الأكياس بالمنظار بشكل كامل دون الحاجة للشق الجراحي التقليدي. وتكللت في النهاية جهود الفريق الطبي بالنجاح في جميع الحالات، حيث تحسنت حالة المرضى مع الرعاية الطبية الحثيثة وغادروا المستشفى بعد أيام قليلة مقارنة بطول المكوث بالمستشفيات مع العمليات الجراحية التقليدية.
وأوضح د. عبدالوهاب الشهراني أن هذا المرض الذي يعرف أيضاً بداء المشوكات يسببه طفيل ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، حيث تنتقل البويضات إلى الجهاز الهضمي وتخترق الأمعاء الدقيقة وتتحول إلى شكل آخر يسمى بالشكل اليرقاني للشريطية الشوكية، وتستقر في مواقع مختلفة من الجسم، لكن في الغالب يتجه إلى الكبد ويبقى فيه على هيئة كيس مملوء بسوائل بها دیدان شریطیة شوكیة صغیرة غیر ناضجة، وتكمن خطورة هذا المرض النادر في عصرنا هذا في احتمالية إنفجار الكيس داخل جسم الإنسان، وهو ما قد يؤدي إلى هبوط شديد بالدورة الدموية وقصور بوظائف الأعضاء.