- مجموعة TUI السياحية الألمانية العملاقة اهتز عرش مملكتها مع الإغلاق التام، لا سيما وجود مئات الآلاف من الزبائن والطواقم العالقين في فنادق ومنتجعات وسفن بعيدة، وعليها مسؤولي إعادتهم، وكذلك تكلفة ملايين الحجوزات الملغاة، كانت المجموعة التي يقدر دخلها بنحو 20 مليار يورو، في وضع لا يحسد عليه، ومع ذلك راهنت أولاً على جمهورها الأول «موظفيها»، واختارت أن تخاطبهم بطريقة صادقة ومليئة بالجانب الإنساني.
- أرسلت علبة حلوة صغيرة لكل الموظفين وعددهم 65 ألف في 80 دولة، مع رسالة إيجابية من الرئيس التنفيذي، قبل أن تضرب لهم موعداً مع ما أسمته «قهوة إلكترونية» مع الرئيس التنفيذي الذي ظهر مبتسما باعثاً على الأمل، وصادقاً، وكانت ندوة رقمية لكنها كانت أشبه بمقابلة تلفزيونية، إذ يستقبل فيها المذيع «أسئلة الموظفين» ويجيب عليها الرئيس مباشرة. وهو لقاء تكرر بانتظام مع تنفيذيين آخرين، حتى اطمئن الموظفون بأن شركتهم المدرجة في سوق الأسهم ستنجو من محنتها.
في الأزمات يمكن أن يتحول الجمهور الداخلي، أي الموظفون، لأي مؤسسة إلى أقوى أسلحتها الداعمة أو إلى أشد أعدائها، تبعاً لطريقة التعامل معهم ، فتأثيرهم يتعدى محيطهم الداخلي في الجهة التي يعملون بها، إلى المجتمع الخارجي، نظراً لكونهم مصادر موثوقة للمعلومات التي تبحث عنها وسائل الإعلام بضراوة وقت الأزمة، فضلاً عن دورهم الرئيس في استئناف العمل وتعزيز السردية التي تتبناها المؤسسة.
@woahmed1