- من هذه الكلمات، كلمة « التواجد» حيث يقول مثلا المراسل، أو المذيع أن سفينة حربية تابعة للبلد الفلاني تتواجد في مياه البحر، أو يقول مراسل أنه يقف في مكان الحادث أو الحدث فيذكر بأنه متواجد أمام المبني الذي تم استهدافه مثلاً، هذا الاستخدام للتواجد خطأ كبير عند أهل اللغة حيث تذكر المصادر المعجمية أن تواجد لفظة تدل على عكس شعور وإحساس، وأنها تعني في معناها العام، والواسع، شدة إظهار الشعور بالوجد، أو الشوق.
- هنا نصل للكلمة الصحيحة التي هي أولى بأن تستخدم في ما مضى من أمثلة وهي كلمة « الوجود» فالمراحل جدير به أن يقول أنا موجود في المكان الفلاني، والمذيع من الصواب أن يقول: السفينة الفلانية موجودة في البحر الفلاني، وهكذا. هناك كلمات تستعمل في حياة الناس بطريقة غير صحيحة ولكنها اصبحت مألوفة لآذان الناس، وهناك من يعتقد بأن استخدام لفظة بعينها مثل متواجد بلاً من موجود دليل على الثقافة وسعة الفهم. المشكلة الحقيقة في هذا السياق هي كيف نصحح، وكيف نوضح لهذا الطيف العريض من الاعلاميين والمهنيين في مجال الاعلام الذي اصبح جزء أصيل من حياة الناس أن مايردون من كلمات غير صحيح؟
-البعض يقول بأن هناك مايسمى بالأخطاء الشائعة وأن هذه الاخطاء مع كثرة ترددها، وترديدها بين الناس اصبحت مألوفه ومقبولة، وهناك من يحب كما نقول أن تيسير الأمور بدون تعقيدات، وبدون تدقيق في الكلام، واللغة و هذه الفئة من الناس ربما تكون محقة، وربما تكون واقعية، لكن يبقى الصحيح هو الأولى بالاتباع، والاستخدام، ليس عند أهل اللغة وعلوم الكلام بل حتى عند الإنسان الغير مختص.
-ولعل هناك درجة ما من الحساسية لدى العارفين، أو القادرين على تمييز الخطأ من الصواب فيما يقوله الناس، أو فيما يرِدُ في وسائل الاعلام.
@salemalyami