في كل موسم من مواسم الحج تمتليء صفحات الصحف بكل ما يتعلق بالحج, منها الأخبار والتوعية والمتابعة والتغطيات المباشرة لمناسك الحج، وليست الصحف وحدها، بل كل وسائل الاعلام، وذلك لأهمية هذا الموسم، ولحرص الدولة على توفير اجواء مفعمة بالايمان، بعيدة عن المنغصات، يسودها الأمن والاطمئنان في كل موسم.
وإذا كانت الدولة تقوم بمهماتها الجسام في هذا المجال، وتسخر كافة الطاقات لتوفير راحة الحجاج وأمنهم، فإن المواطن مطالب بأن يكون له دوره في خدمة الحجاج، أيا كان موقع عمله الرسمي أو الأهلي، وأيا كان موضعه على خارطة الوطن، فالمسؤولية الرسمية تجاه الحجاج تشكل صورة جميلة تكتمل ملامحها وتزداد جمالا بمساهمة المواطن في خدمة الحجاج، وخاصة من يتيسير له التعامل المباشر معهم، فهم ضيوف هذه البلاد التي كرمها الله بالحرمين الشريفين، وكرم أهلها بخدمة الحرمين الشريفين، وهو تكريم لم يتيسر لأي بلد آخر وأهله.
والاحساس بالمسؤولية تجاه ضيوف الرحمن يقترن بشرف المواطنة، وينم عن الوعي بهذا الواجب الوطني والانساني والديني، ولا غرابة في ذلك فقد عرف أبناء هذا الوطن بإكرام الضيف ومساعدة المحتاج وتقديم العون لكل صاحب حاجة، وهذا الموسم حري بأن يبرز معادن الرجال، الحريصين على العطاء في هذا الموسم الذي يجسد التعاون والاخاء بين المسلمين، عندما يلتقون على صعيد واحد لا فرق بين غنيهم وفقيرهم، ولا بين أسودهم وأبيضهم، ولا بين عربيهم وأعجميهم، أو كما قال عنه الشاعر محمد العيد الخليفة:
==1==
الحج عنــــــــوان الأخـاء مكبرا==0==
==0== الحج منهاج الولاء قــــــــــويما
الحج مدرسة التعارف شادها==0==
==0== رب الورى وأدارها تعــــــــليما
==2==
ودعاؤنا لكل حاج ان يكون حجه مبرورا وذنبه مغفورا، وسعيه مشكورا. وكل عام وجميع المسلمين في نصر مبين، إن شاء الله.
