-تجد مدينة دبي اليوم تشع نضارة تنبض شغفا للحياة وكأنها شاب فتي في سباق ماراثوني يريد أن يصل إلى ماذا.. لا أحد يعلم، والعالم بأجناسهم المختلفة متواجدون فيها، ومئات الأسواق ومئات الفنادق والأبراج الشاهقة بها، هذه دبي نموذجا فريدا مثلا للابتكار والأحلام والطموحات لكل العالم.
- من قافلة الذكريات أن طيران الخليج قرر ذات يوم أن مطار دبي لا تستحق أن تكون محطة لها لأنها ليست وجهة ركاب، قررت حينها حكومة دبي شراء عدد من الطائرات وعهدوا إلى الطيران الباكستاني إدارتها، ومن هذه البذرة انطلق طيران الإمارات ليصبح أحد أكبر طيران بالعالم وأكثر وجهة ومحطة تنافس حتى مدينة لندن ومطار هيثرو بعدد الركاب، ومن الذكريات لم يكن فيها إلا فندق خمسة نجوم واحد عرف باسم حياة ريجنسي، ثم أتى مستثمر كويتي وبنى فندقا جديدا في منطقة الجميرة على الساحل أسماه شيكاغو بيتش. لكن المستثمر بعد مضي الأيام لم يجد عائدا مناسبا لاستثماراته فلم يجدد الفندق واختلف مع بلدية دبي وانتهت مدة إيجار الأرض واسترجعت الأرض منه.
-شرعت بلدية دبي حينها عبر مستثمر محلي في بناء فندق جديد وهدمت الفندق القديم لذاك المستثمر الكويتي، وبنت فندق الجميرة هو فندق خمسة نجوم بني على أحدث طراز وبه ألعاب مائية للاستقطاب السياحي، هذا الفندق نجح نجاحا مدويا جعل الجميع ممن زار دبي يأتي ليراه، فلم يكن له مثيل في كافة دول الخليج حينها، اتبع ذاك الفندق لأحد المستثمرين بناء فندق هوليدي إن في شارع الشيخ زايد بعد أن حول من شارع صغير إلى ما نشاهده اليوم بالعديد من المسارات، ولم يكن غيره كفندق في ذاك الشارع، فلا أبراج أخرى إلا عدد من البنايات الحكومية بالمنطقة المقابلة، وكانت بلدية دبي تستقطب بكل جهدها وتسوق للمستثمرين تلك الأراضي في كل أنحاء الخليج، وكانت تمتلك بالتقسيط من بلدية دبي كأحد حوافز الاستثمار عند الشروع بالبناء.
- في تلك الفترة من الثمانينيات الميلادية وبعد حرب الخليج وغزو الكويت، لم يكن هناك مستثمرين خارجيين في دبي إلا أقل القليل، فبرج التجارة الدولي لم يحقق عوائد لحكومة دبي كما أرادت، ولا البرج المجاور له كعنصر استقطاب والذي بني من مستثمرين من مدينة جدة.
-إلا أن مدينة دبي استطاعت دراسة السوق بنجاح ومرونة مستفيدة من تجاربها، فبينما كانت دول الخليج تمنح تأشيرات زيارة بإجراءات مطولة عبر سفاراتها، رأت حكومة دبي بمنحها التأشيرة بالمطار إن كان للزائر حجز فندق، وبينما كانت دول الخليج تمنع المستثمر الأجنبي من التملك السكني، فتحت مدينة دبي أبوابها، كذلك فتحت أبواب الاستثمار الأجنبي بميناء جبل علي وجعلت منه نموذجا يحتذى، وبينما كانت دول الخليج تمنع البحار من الخروج من السفينة وموانئها وتجهيزها للإبحار مرة أخرى.
- سهلت دبي ضيافة البحار وأعطت أصحاب المراكب فسحة، وخفضت من الرسوم المفروضة عليها ومن مدة التحميل والتفريغ، فاتجهت إليها المراكب الكبيرة وجعلت من الموانئ الأخرى في الخليج محطات للمراكب الصغيرة.
-ما تحدثت عنه عن مدينة دبي إلا أقل القليل من ذكريات، وهي نموذج فريد استطاع النمو الاقتصادي والتغلب على الأزمات العالمية بالابتكار وإيجاد الحلول بحس التاجر وبفكر الاقتصاد الحر والانطلاق إلى ما هو أفضل.
@SaudAlgosaibi