حتى الآباء والأمهات تجد بعضهم لا يتوقف عن الشكوى من أبنائه وبناته وجيل اليوم، لأنه يريد شخصياتهم كشخصيته، وبالتالي يتعب وتزيد الهوة بينه وبينهم.
والبعض الآخر يعامل كل إنسان حسب تعامله، فيعامل اللئيم باللؤم، ويعامل الكريم بالكرم، ويعامل الخبيث بالخبث، فيتحول لمجموعة من الشخصيات المتناقضة.
يجب أن نتقن التعامل مع الشخصيات المختلفة في هذه الحياة، وبداية التعامل الصحيح إدراك أن لكل إنسان شخصيته، والشخص الناجح هو من يتعامل مع كل شخصية بما يناسبها.
وقد عرفت الشخصية بأنها ذلك النموذج الفريد الذي تتكون منه سمات الفرد، وعرفت بأنها: مجموع الخصال والطباع المتنوعة الموجودة في كيان الشخص باستمرار، والتي تميزه عن غيره وتنعكس على تفاعله مع البيئة من حوله بما فيها من أشخاص ومواقف، سواء في فهمه وإدراكه أم في مشاعره وسلوكه وتصرفاته ومظهره الخارجي، ويضاف إلى ذلك القيم والميول والرغبات والمواهب والقدرات والأفكار والتصورات الشخصية.
والشخصية تتأثر بالوراثة والبيئة، وبالتالي هناك أنماط مختلفة من البشر لابد أن نواجههم في حياتنا، ولابد أن نوطن أنفسنا على التعامل معهم، فمن الناس ذوو شخصيات سوية، وهم الذين يتقبلهم المجتمع سلوكاً وفكراً ومشاعراً، وهناك شخصيات غير سوية، والشخص غير السوي هو الشاذ والمختلف عما يتوقع من مثله في مجتمعه وذلك من خلال اتصافه بأنماط من السلوك والخبرات الخارجة عن المألوف، ولا يكاد يمر بنا يوم دون أن نقابل سواء في بيوتنا أو جهات عملنا مدعي معرفة، أو شكاك، أو ثرثار، أو ساذج، أو باحث عن الخطأ، أو مشاغب، أو عدواني، ولكن الذكي هو من يدرك أنه لابد أن يقابل هؤلاء، ولابد أن يعطي كل شخص ما يتناسب معه، -وقد كُتب وألف في طرق التعامل مع هذه الشخصيات الكثير- مع ضرورة الاحتفاظ بالشخصية التي ترضي رب العالمين.
هذا هو الطريق النجاح والراحة، أما عيب الزمان والمكان فلن يريحنا، ولن يجعلنا نسهم في تغيير عالمنا نحو الأفضل.
@shlash2020