الضغط على المستهلكين
في الوقت الراهن يعاني المستهلكون من ضغوط الأسعار يقابل ذلك تحرك آخر من الشركات التي صارت تشعر بضغوط من المستثمرين للقيام بالشيء نفسه.يسعى المسؤولون التنفيذيون إلى إظهار روح التأقلم للمساهمين بما يتناسب مع طلب المستهلكين بعودته إلى الأنماط النموذجية أو حتى تخفيفه بالإضافة إلى مواجهة النفقات المرتفعة بقوة.
تعمل شركات الطيران وشركات صناعة السيارات وشركات الإعلام على استيعاب عقود العمل الجديدة التي أعطت زيادات لعشرات الآلاف من العمال وأدت إلى ارتفاع التكاليف.
تكلفة أعلى من الوباء
قال جريجوري داكو كبير الاقتصاديين في شركة "إي آي" إن القدرة على التسعير لدى الشركات تضاءلت لذا يبحث المسؤولون التنفيذيون عن طرق أخرى لإدارة الميزانية أو جني المزيد من الأرباح.اقرأ أيضاً: تأجيل خفض أسعار الفائدة يثير مخاوف مستثمري الأسهم الأمريكية
ذكر داكو:"أنت في بيئة يشكل فيها عبء التكلفة جزءًا كبيرًا من المعادلة بالنسبة للمستهلكين وقادة الأعمال، حيث أن تكلفة معظم الأشياء أعلى بكثير مما كانت عليه قبل الوباء سواء كان ذلك السلع أو المدخلات أو المعدات أو العمالة أو حتى أسعار الفائدة".
لكن على خلاف موجة خفض التكاليف تسير "وول مارت" في اتجاه آخر فعلى سبيل المثال قالت الشهر الماضي إنها ستقوم ببناء أكثر من 150 متجرا على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى جانب استثمار أكثر من 9 مليارات دولار لتحديث العديد من متاجرها الحالية.
أداء البنوك الكبرى
قامت بعض الشركات مثل البنوك بإجراء تخفيضات كبيرة بالفعل في الانفاق حيث طبقت خمسة من أكبر البنوك العالمية والأمريكية هذه الخطوة بما في ذلك "ويلز فارجو" و"جولدمان ساكس" بإلغاء أكثر من 20 ألف وظيفة في عام 2023.تنتظر البنوك الآن حدوث تخفيض بأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي والتي من شأنها تحرير السيولة لعمليات الاندماج والاستحواذ.
موسم الأرباح ومؤشر إس آند بي
خلال موسم الأرباح الحالي أشارت النتائج إلى أن الشركات ركزت على زيادة الأرباح دون أن تواكب ذلك بزيادات كبيرة في الأسعار ونمو المبيعات.أشارت نتائج الربع الرابع للشركات على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى زيادة الأرباح أكثر بكثير من الإيرادات ما يعني إن أرباح الربع التي تم قياسها من خلال مجموعة من الشركات المدرجة على المؤشر في طريقها للارتفاع بنسبة 10٪ تقريبًا، ومع ذلك فقد ارتفعت الإيرادات بنسبة أكثر تواضعا بلغت 3.4%.
شركات التكنولوجيا
انعكس تقليص الانفاق على صناعة التكنولوجيا حيث حذت الشركات حذو شركة "ميتا" في عمليات الخفض لعام 2023.اقرأ أيضاً: أمازون: تغير المناخ يهدد أرباح أكبر شركات التجزئة حول العالم
وفي الأسابيع الأخيرة قامت شركات "أمازون" و"ألفابيت" و"مايكروسوفت" عن خفض بالإنفاق.
أنماط التحول
أرجع خبراء الصناعة بعض عمليات الخفض الأخيرة إلى رغبة بعض الشركات في التقاط أنفاسها بعد فترة غير عادية من التقلبات مدتها أربع سنوات بسبب الوباء وتداعياته.وقال الخبراء بإن السنوات القليلة الماضية اتسمت بعدم التطابق في العرض والطلب فيما يتعلق بالسلع والخدمات وحتى العمال ولهذا فعملية الخفض هذه لن تطول بل إنها مؤقتة ستعدل عنها الشركات مع وضوح عملية إعادة التوازن إلى أسواق العمل وبانخفاض التضخم وانخفاض أسعار الفائدة وربما نمو أبطأ قليلاً.
الركود الأمريكي
وقالت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش" إنها لا تتوقع أن يتجه الاقتصاد الأمريكي نحو الركود لكنها تتوقع استمرار التراجع في الإنفاق التقديري ذاكرة أن:"جزء من قرار الشركات بخفض هيكل نفقاتها يتماشى مع وجهات نظرها بأن عام 2024 قد لا يكون العام الأكثر نموًا".تضاعف أرباح الأسهم
على سبيل المثال، تضاعف سعر أسهم شركة ميتا ثلاث مرات تقريبًا في عام 2023 ما جعل السهم ثاني أفضل الرابحين على مؤشر إس آند بي 500 بعد إنفيديا.بشكل عام، ارتفعت أرباح الأسهم المدفوعة من قبل الشركات على مؤشر إس آند بي S&P 500 بنسبة 5.05% العام الماضي وفقًا لهوارد سيلفربلات كبير محللي المؤشرات وقدر أنها سترتفع على الأرجح بنسبة 5.3% تقريبًا هذا العام.
تأثير الحرب
وذكر المحللون أن في ظل هذه الظروف تؤثر الحرب في الشرق الأوسط على الأرباح كما تشكل عاملًا محددًا لارتفاع الأسهم.وصلت توقعات أرباح الشركات المدرجة على مؤشر إس آند بي 500 للأشهر الـ12 المقبلة إلى مستوى قياسي مما يشير إلى أن المحللين يبنون توقعاتهم على السيناريو الإيجابي مع نمو الاقتصاد الأمريكي أكثر من المتوقع وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.