وترتكز الأعمال المعروضة على البحث الفني، إذ تستمد معلوماتها من الرحلات التي أجراها فريق القيّمين الفنيين في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وأسفرت عن حوار فني خلّاق بين مختلف الأجيال.
تجربة ثرية
ويجمع بينالي "ما بعد الغيث" فنانين من خلفيات وثقافات وبيئات متنوعة، يتأملون في العلاقة بين البشر والطبيعة، ويتفاعلون مع الطبيعة المحيطة بهم، ويركزون في أعمالهم على الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل الماء والغذاء والاستشفاء، كما يسردون التاريخ، في بلدٍ يمر بتطورات وتغيرات متسارعة، ويحثون الزوار على الاستمتاع بأعمالهم عن كثب.يقدم البينالي تجربة ثرية متعددة الحواس، ما بين اللمس والتذوق والرائحة، بالإضافة إلى المشاهدة والاستماع، ويدعو الزوار ليصبحوا جزءاً من رحلة غامرة.
مؤسسة بينالي الدرعية
وفي النسخة الثانية من البينالي، دعمت مؤسسة بينالي الدرعية 47 عملاً إبداعياً جديداً لفنانين من بينهم جمانة إميل عبود، وسارة عبده، ومحمد الفرج، وأزرا أكشاميا، وطارق عطوي، وراشابورن شوتشوي، وفيكرام ديفيشا، وكريستين فينزل، وآن هولتروب، وأرمين لينكه وأحمد ماطر في تعاون فني، ونجوكوبوك، وكميل زكريا.وذلك إلى جانب عمل ترحيبي للفنانة تانيا مراد يعرض على دوار في حي جاكس بالدرعية، وعمل فني آخر للفنانة ماريا لوكمان يتواجد في (شمالات الدرعية)، المركز الثقافي الفني الذي يقع على أطراف الدرعية القديمة.
مسرح الصندوق الأسود
ويتكون بينالي الدرعية للفن المعاصر 2024 من المعرض الفني، إلى جانب سلسلة من اللقاءات والحوارات بين الفنانين، والورش الفنية، وعشرة عروض للأفلام على مسرح الصندوق الأسود، ومنطقة للأعمال الفنية التي تستند على البحوث، وعروض لمشاريع بحثية ومحادثات فنية، والتي انطلقت في شهر أبريل من العام الماضي تحت عنوان (سلسلة لقاءات البينالي).وتتواصل على مدار عام كامل، بالتزامن مع منصة "حديقة التعلم" التفاعلية التي تواصل تقديم الأفكار المقدمة في البينالي حتى بعد اختتام بينالي الدرعية للفن المعاصر في شهر مايو المقبل.
قطاع الفنون
ورحّبت الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية آية البكري بالزوار من جميع أنحاء العالم في النسخة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر، والذي يقام خلال النهضة الكبرى والنقلة الحضارية والتنموية التي تعيشها المملكة، لاسيما في قطاع الفنون.ولفتت إلى أن دورة "ما بعد الغيث" تعد تجربة ثقافية تدعو للتفكر والتأمل، وتخاطب حواس الزوار من جميع الثقافات والأعمار"، مشيرة إلى عمق البحث الذي أجرته المدير الفني أوتي ميتا باور والقيّمين الفنيين للدورة الثانية من البينالي، والذي أضفى عليه جواً من الإبداع والحيوية.
الحرف اليدوية
وأكدت المدير الفني أوتي ميتا باور إلى أنها حرصت على تقديم بينالي نابض بالحياة، من خلال فكرة (ما بعد الغيث).وأضافت "فخورون في بينالي الدرعية للفن المعاصر بأننا قدمنا ثلاثة أجيال من الفنانين، تجسد أعمالهم تعقيدات البيئة وأزماتها، وإعمار الأرض وتجددها، في حين يطرح فنانون آخرون أسئلة حول التراث والحفاظ عليه، والحرف اليدوية التي تستخدم المواد الطبيعية، ويكشفون في أعمالهم عن معرفة فريدة بتلك المواد".