لدينا في يوم التأسيس فإن الوضع مختلف تماماً حيث لا يوجد مستعمر أجنبي يسيطر على البلاد بل لا يوجد بلاد موحدة لان المنطقة كانت مفككة متناحرة لا يجمعها رابط، كل امير مدينة او قريه يعادي هذا ويسالم ذاك، ويشن الحروب حسب رغباته الشخصية دون مراعاة للأهالي او البحث عن مصالحهم مما أوقع المنطقة في فقر وخوف ورعب وانعدام للأمن لعدم وجود حاكم قوي يضبط الأمور تحت مظلة واحدة، حتى تحولت الى منطقة طرد سكاني يتمنى الجميع الهروب منها.
نستطيع القول إن هذه البلاد قبل تأسيس الدولة السعودية الأولى كانت مسرحاً للفوضى والتناحر وتعدد النزاعات الداخلية التي تسعى للسيطرة وتوسيع رقعة المساحة على حساب الاخرى، ولكن بدون نتيجة سوى المزيد من الدمار لهذه البقعة.
ماذا حدث بعد قيام الإمام محمد بن سعود بتأسيس الدولة السعودية الأولى ؟ حدث انقلاب كبير في تاريخ جزيرة العرب لم تشهده من مئات السنين حيث توحدت تلك المنطقة وأصبحت كياناً واحداً بعد ان كانت أشتاتاً صغيره متفرقه لا تحقق لساكنيها الامن والاطمئنان ورغد العيش، أيضاً حققت الدولة السعودية الاولى عنصر القوة والوحدة الذين كانا مفقودين في هذه البقعة لسنوات طويله، وأصبحت تلك الكيانات المتفرقة كياناً واحداً قوياً لا يجرؤ احد على معاداته او الاضرار به، كما تحقق ايضاً الأمن الذي كان مفقوداً لسنوات طويله، وأصبح المسافر بين تلك المدن والقرى لا يخشى شيئاً بعد الله عز وجل مطمئناً يذهب الى اي مكان يريد بل ينام في العراء مرتاح البال، بعكس ما يحدث في السابق من قتل وسلب لجميع المسافرين نظير انعدام الأمن والأمان.
ومع بروز الدولة السعودية الاولى تحقق النظام والتطور بجميع أشكاله من تعليم وحركة أدبية وتجارة ونمو انطلقت بداياتها مع تلك المرحلة وصولاً الى مرحلة النمو والازدهار الحضاري الكبير الذي نعيشه حالياً.
يجب ان نستذكر التضحيات التي بذلها قادتنا وأجدادنا بكل فخر واعتزاز وأن نتكاتف يداً واحدة مع قيادتنا لنحقق الازدهار والرخاء والنجاح الذي نصبوا إليه.