يوافق يوم 22 فبراير من كل عام يوم التأسيس، ومن أهدافه الرئيسية: الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، وأيضا الاعتزاز بالارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم، وكذلك الاعتزاز بالوحدة والاستقرار والأمن.
ولعلنا ابتداءً وللمعلومية نوضح الفرق بين يوم التأسيس واليوم الوطني؟ فإن يوم 23 من سبتمبر هو اليوم الوطني والذي أعلن فيه عن توحيد المملكة العربية السعودية على يد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه-، وأما يوم التأسيس 22 فبراير فهو يوم تأسيس للدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود في الدرعية.
والجدير بالإشارة أن شعار هذا اليوم «يوم بدينا» يأتي بخمسة عناصر وهي: العلم السعودي، والنخلة، والصقر، والخيل، والسوق، وهي تعكس التراث وأنماط متنوعة وتعكس الأصالة والتميز والتقاليد. والعلم هو مصدر اعتزاز وفخر، ويبين القيم المبادئ التي تأسست عليها الدولة والتي لا تزال متمسكة بها، وأما النخلة فهي ترمز إلى المناخ والطبيعة والبيئة، وهي كانت ولا زالت ثروة حقيقة، وهي جزء متأصل من الهوية و الثقافة والتراث، وأما الصقر يرمز إلى القوة والدقة والشجاعة، وكان وزال يستخدم في الصيد، ويعتبر من أهم الطيور الجارحة في هذا المجال، والخيل هو ذو علاقة وطيدة ومتجذرة في الجزيرة العربية، وقد اثبتت الاكتشافات الحديثة في المملكة استئناس الخيل على أرضها منذ 9 آلاف سنة، وأما العنصر الخامس وهو السوق، فهو يرمز إلى الازدهار والتطور في مختلف المجتمعات، وبعضها إلى اليوم ينعقد في أيام محددة أسبوعيا أو شهريا أو في موسم معين.
ومن المهم في مثل هذه المناسبات تعزيز الهوية الوطنية، والحرص على المكتسبات المعنوية والمادية للوطن، ولا بد من التأكيد على ما حققته المملكة خلال العقود المنصرمة حيث بنت وطورت قطاعات حيوية متعددة منها الصناعي والزراعي والعمراني والاقتصادي وغيرها من مختلف المجالات.
ولا بد في مثل هذه الأيام أن نقدر ونثمن نعمة الأمن والأمان والتي هي ركيزة أساسية في بناء الأوطان واستدامتها ونمائها، والتي أتت -بفضل الله- ثم بفضل القيادة الرشيدة التي تحرص على أن يكون الوطن والموطن ينعمان بكل وسائل التقدم والتنمية الشاملة.
وامتدادا لهذا التاريخ العريق تأتي رؤية 2030 لتبني المستقبل ومواكبة للعصر الحديث بثلاث ركائز وأعمدة أساسية وهي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
ويوم التأسيس هو ذكرى وفخر للمملكة حيث نستحضر ما قام به الأجداد والآباء من تضحيات وتحديات وصعوبات كثيرة وجليلة في سبيل بناء وطن يمتد عبقه وتاريخه على مدى ثلاثة قرون، ومن هنا يأتي دور هذا الجيل ليحمل على عاتقه هذا الإرث التاريخي الكبير والعظيم ليواصل مسيرة في المحافظة على المكتسبات والانجازات، ومواصلة كذلك التقدم والتطور بخطوات ثابتة، وعزيمة متقدة، وإصرار وهمة.
المناسبات الوطنية هي لترسيخ الهوية الوطنية، والحفاظ على التاريخ والإرث الوطني، وأيضا التذكير بأن الوطن يحتاج إلى القول والعمل معا.
@abdullaghannam