قصة البخور في التراث السعودي
واستعراضا لقصة "البخور" استضافت "اليوم" متخصصات في هذا المجال الذي مارسته بحب وشغف كبير، إلى أن أصبح عملها الأساسي بعد أن كان مجرد هواية."أم ماجد" أشارت إلى أنها قضت 29 عاماً في صناعة البخور مكتسبةً ذلك عن طريق جدتها، ثم تحولت إلى عمل بعد أن درست الهندسة العطرية، كما وحصلت على العديد من الشهادات المعتمدة حتى زاولت المهنة رفقة العديد من المهتمات في مجال البخور السعودي.
حرفة تعتيق البخور
تروي "نجاح القحطاني" مشيرة إلى أن تعتيق البخور هي حرفة متوارثة منذ مئات السنين وكان يصنعه نساء وادي الدواسر، أصعب أنواع البخور صناعةً وأكثرها تكلفة، وذلك بسبب المكونات التي تتطلب منتجات طبيعية برية وبحرية حتى نال سمعته الحالية.تضيف "القحطاني" تحتاج عملية التعتيق 3 أشهر من العود واللدنة والمستكة، والصمغ العربي والمكونات الأخرى من الدرجات الأولى والممتازة في مكان مظلم لا يتعرض للشمس أو الحرارة، حتى التأكد من امتصاصه للزيوت العطرية، والتي تكون تركيزها من 98 % وأعلى.
تتابع قائلة: كما يحتاج حتى يجف من يومين إلى ثلاثة أيام في الأيام الحارة، وفي الأيام الباردة يصل إلى أسبوعين، مشيرة إلى أن من أهم مميزاته رائحته التي تبقى لعدة أيام، تصل إلى خمسة أيام لذلك هو أشهر أنواع البخور في العالم الإسلامي، موضحة أن تلك المهنة اشتهرت بها نساء وادي الدواسر من خلال خبرتهم ومعارفهم وتجاربهم، ونقلوا تلك الخبرة إلى العديد من المناطق.
البخور في التراث السعودي
وبينت القحطاني أن البخور في التراث السعودي قديم، وكانت العوائل تقوم بتجهيز البخور بذاتها للعروسة في فرحها، وكان مكلف حيث يستقطع من المهر بما قيمته 20 إلى 30 ألف ريال لصناعة 1800 جرام.وأوضحت أن المجال متاح للعمل والتدريب مما ساهم في بقائها إلى اليوم، ومع اهتمام المملكة بتراثها أصبح هناك العديد من الراغبات في الالتحاق بتلك المهنة.
ونصحت "القحطاني" الراغبين في ثبات رائحة البخور عدم تشغيل المكيفات خلال التبخير لاحتوائها على فلاتر، وعدم فتح النوافذ خلال فترة التبخير من ساعة إلى ساعتين حتى تبقى الروائح في الأثاث والملابس.