انتهت أيام المنتدى السعودي للإعلام بنسخته الثالثة، سافرت الوفود وحكايات الكرم السعودي وقصص نجاح الرياض سيدة العواصم عالقة في أذهانهم، كل زاوية في المنتدى كانت تروي قصة بلد عظيم وقيادة استثنائية ملهمة، مبادرات ومحاضرات وورش ومواضيع مهمة أثرت جنبات المنتدى، لكني هنا سأتوقف عند مبادرة سفراء المنتدى السعودي للإعلام التي أطلقها الزميل محمد الحارثي رئيس المنتدى السعودي للإعلام، والتي استقطب من خلالها الشباب السعودي الدارس في اختصاصات الإعلام وفنونه ليكونوا سفراء للمنتدى ومرافقين للوفود القادمة من جهات العالم الأربعة إلى الرياض عاصمة الإعلام العربي، كنت أراقب نشاط الشباب السعودي بفخر كبير ، المبادرة ترسل رسائل عالية الأهمية إلى الجميع وتمنح الشباب السعودي فرصة لاكتساب معرفة واسعة وعميقة في مجالات إعلامية متعددة ، من خلال الاحتكاك المباشر بالإعلاميين المحترفين وخبراتهم التراكمية كما يساهم في اكتساب مهارات اتصال قوية وتنمية القدرة على التواصل بفعالية، وتعزيز مهاراتهم على تبسيط المفاهيم المعقدة ورفع مستوى القدرة على الاستماع بتركيز وترسيخ مبادئ احترام الثقافات المختلفة والتأقلم مع بيئات متنوعة، مبادرة السفراء ترفع من استعداد الشباب للتصدي وحل المشكلات بشكل إبداعي وتحمل مسؤولية تمثيل المملكة العربية السعودية بشكل صحيح من خلال تقديم المعلومات بوضوح ودقة وتحفيز الفضول وحب الاستكشاف والتعلم المستمر وتحديث المعرفة، ورفع مستوى الاستقلالية والعمل بروح الفريق والقدرة على التخطيط وإدارة الوقت واكتساب الحماس والشغف بمشاركة المعرفة والتعبير عن الأفكار بوضوح وانتهاج الصدق والشفافية في التعامل، كم أن عدد الصحفيين الكبير ومرجعياتهم الفكرية تساهم في صقل قدرات الشباب السعودي على تحمل الضغوط والتحديات واتباع نمط التفكير الاستراتيجي والعقلاني في اتخاذ القرارات المدروسة..
شخصيا اقترح على القائمين على المنتدى تدشين أكاديمية الرياض الإعلامية للتدريب والدراسات الإعلامية لرفع وعي وكفاءة سفراء الإعلام، حيث يمكن تقديم ورش عمل تعليمية، ندوات توعوية، مسابقات إعلامية، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي، تشجيع القراءة والبحث في مواضيع إعلامية، ودعم إنشاء مدونات وقنوات إعلامية شبابية، تشجيع المشاركة في المنتديات الإعلامية، وتنظيم زيارات ميدانية لوسائل الإعلام، وتسليط الضوء على أهمية الأخلاقيات الإعلامية والمصداقية...
ويمكن الاستفادة من المنتدى الإعلامي لإطلاق ورش تدريب متخصصة في فنون الإعلام عن طريق دعوة خبراء ومتخصصين في مجال الإعلام لتقديم ورش عمل وجلسات تدريبية لسفراء الإعلام الشباب ، كما يمكن توفير فرص للمشاركين للتفاعل مع الخبراء والاستفادة من خبراتهم ونصائحهم ،ويمكن إنشاء منصة رقمية للتواصل ومشاركة الموارد والمعرفة بين المشاركين والمتحدثين واستخدام التكنولوجيا لعقد جلسات تدريب عبر الإنترنت أيضًا طوال الفترة بين نسخة وأخرى وهذا سيكون تقليدا فعالاً لتوفير الوصول لمحتوى التدريب لجمهور أوسع من الطلبة الدارسين في مجال الإعلام والعلاقات العامة والصحفيين الشباب من جهة والخبرات الدولية من جهة أخرى ، كما اقترح إطلاق قناة تدريبية أونلاين لتقديم محتوى تعليمي متنوع في مجالات إعلامية مختلفة ويمكن استضافة دورات تدريبية عملية لتقديم نصائح عبر الإنترنت لمساعدة المشتركين على اكتساب مهارات جديدة وتطوير قدراتهم الإعلامية
@malarab1