شهر فبراير كان امتدادًا لسلسلة من الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى، التي احتضنتها أرض المملكة، حيث شهد في أول أيامه إقامة سباق "طواف العلا 2024" في نسخته الرابعة، ضمن سباقات الدراجات الهوائية، والذي انطلق في الـ30 من شهر يناير، واستمر حتى الثالث من شهر فبراير في محافظة العلا، والذي نظمته وزارة الرياضة والهيئة الملكية لمحافظة العلا، بالتنسيق مع الاتحادين السعودي والدولي للدراجات UCI، بمشاركة 18 فريقًا عالميًّا خاضوا خمس مراحل على مسافة تجاوزت (881.2) كم، وسط الطبيعة الخلابة والأرض التي تحمل موروثًا حضاريًّا وثقافيًّا عريقًا.
ومن محفل كبير إلى آخر في موطن الأحداث الرياضية العالمية، أقيمت النسخة الأولى من مهرجان خادم الحرمين الشريفين للهجن، والتي استمرت حتى الـ(18) من الشهر على أرض ميدان الجنادرية بمدينة الرياض، وسط مشاركة (2078) مالكًا للهجن بـ(6869) مطية، يمثلون سبع دول؛ هي: المملكة العربية السعودية- البحرين- الإمارات العربية المتحدة- الكويت- قطر- عمان- الولايات المتحدة الأمريكية.
(224) شوطًا مليئة بالإثارة والندية في فئات (حقايق- لقايا- جداع- ثنايا- حيل وزمول)، تنافس فيها المشاركون على جوائز بلغت قيمتها (70) مليون ريال، لهذه الرياضة العريقة التي تحمل مكنوزًا ثقافيًّا ورياضيًّا فريدًا من نوعه.
وجهة الرياضة والرياضيين للعالم بأسره، لم تكتفِ باحتضان الرياضات العريقة، بل شمل ملف نجاحاتها في استضافة البطولات ألعابًا أخرى مثيرة وتنافسية، حيث شهدت محافظة جدة إقامة الجولة الافتتاحية من بطولة العالم للقوارب الكهربائية السريعة “E1”، والتي تقام في نسختها الأولى في المملكة العربية السعودية، وتنظمها وزارة الرياضة بالتعاون مع الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص، وبإشراف الاتحاد الدولي للزوارق السريعة.
بطولة في الرياضات البحرية، شهدت حضورًا جماهيريًّا متميزًا وأجواء حماسية للسباق الذي استمر على مدار يومين (2 و3 فبراير)، على أن يقام بعد هذه الجولة في 7 مدن حول العالم على مدار العام، بداية بهذه الجولة الافتتاحية التي شارك فيها 16 سائقاً وسائقةً، مثلوا 8 فرق عالمية.
وبما يتواكب مع المساعي المستمرة لتحقيق مستهدفات برنامج جودة الحياة ورؤية السعودية 2030، فقد نظّم الاتحاد السعودي للرياضة للجميع وبدعم مباشر من وزارة الرياضة، النسخة الثالثة من ماراثون الرياض، والذي أقيم خلال الفترة (من 9 إلى 10) فبراير في مدينة الرياض، بمشاركة أكثر من 20 ألف متسابق ومتسابقة، من 125 دولة حول العالم، وبمجموع جوائز بلغ 700 ألف ريال للفائزين في السباق، وذلك سعياً لتشجيع أفراد المجتمع كافة على ممارسة النشاط البدني، والمشاركة في الفعاليات الرياضية.
وتواصلت الأحداث الرياضية المتميزة، بإقامة النسخة الحالية من السلسلة العالمية "إكستريم إي" لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية 2024، والذي تستضيفه المملكة للمرة الرابعة على التوالي، واستمر لمدة يومين (17 و18 فبراير)، بمشاركة ثمانية فرق عالمية، بمجموع (16) متسابقًا، وذلك بتنظيم من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وإشراف وزارة الرياضة.
البطولات الكبرى في فبراير 2024، سارت على خط متوازٍ مع بعض الأحداث المتعلقة بالقطاع الرياضي في المملكة، حيث صدرت موافقة مجلس الوزراء على الهيكل والدليل التنظيمي لوزارة الرياضة.
كما ترأس صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، وفد المملكة في اجتماع الدورة الـ47 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب الذي عقد في القاهرة، كما اعتمد سموه تسمية الجولة الـ21 في دوري روشن السعودي، والجولة الـ22 في دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، والجولة الـ25 في دوري الدرجة الثانية، بجولة يوم التأسيس؛ تزامنًا مع حلول ذكرى المناسبة الوطنية الغالية لتأسيس الوطن العظيم.
شهر فبراير بأحداثه الرياضية في المملكة، لم يكتفِ بكتابة بطولات كبرى في ذكرياته، بل تم الإعلان عن فعاليات أخرى مقبلة، ستقام هذا العام في وجهة الرياضة والرياضيين، وذلك حين تم الإعلان عن استضافة المملكة لجولتين من بطولة العالم للبلياردو، وبطولة الماسترز للسنوكر، بداية من العام الحالي 2024، ولمدة عشر سنوات، بمشاركة نخبة من اللاعبين العالميين.
كما ستحتضن المملكة، ولأول مرة، بطولة "جراند سماش 2024" لكرة الطاولة، تحت مسمى "سماش السعودية"، في جدة، بمشاركة نخبة اللاعبين العالميين في اللعبة، ولم يغلق الشهر ملفاته إلا بإعلان آخر جديد، وهو استضافة الرياض لجولة من جولات الجياد العربية (GCAT) خلال العــام 2024م.
محافل كبرى وفعاليات رياضية متنوعة تثبت أن رحلة التطور الكبرى التي تشهدها المملكة، في المجالات كافة ومنها الرياضي، باتت مضربًا للمثل، لكونها وجهة مفضلة للعالم، من خلال ما يعيشه الوطن من مسيرة حافلة، بدعم واهتمام كبيرين من القيادة الرشيدة -حفظها الله-، ووفق مبادرات سديدة في رؤية السعودية 2030.