رئة البحر.. حشائش البحر الأحمر والخليج العربي تكافح التلوث وتحفظ التنوع

كشفت أستاذ علم البيئة المساعد بجامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن د. نحا العتيبي لـ"اليوم" أن المملكة، بما تتمتع به من موقع جغرافي فريد يحيط بها البحر الأحمر والخليج العربي، تتمتع بوفرة في التنوع الأحيائي، وأن النظم البيئية البحرية ذات أهمية قصوى في مياه هذين البحرين.
أوضحت د. العتيبي أن الحشائش البحرية، وهي واحدة من أهم الموائل في البيئة البحرية، تُشكل أهمية كبيرة في بيئة المملكة، حيث تُعد النبات المزهر الوحيد في البحر، وتتواجد في مناطق مختلفة حول العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
وأشارت إلى أن أكثر أنواع الحشائش البحرية في المملكة تنتشر في الخليج العربي، الذي يُعد من بين أكثر النظم البيئية البحرية هشاشة، وعرضة للتأثيرات الضارة لتغير المناخ، وأعلى المناطق المتأثرة من الناحية البشرية في العالم.
ولفتت "العتيبي" إلى أن الحشائش البحرية تقدم العديد من الخدمات البيئية المهمة، حيث تلعب دورًا في امتصاص الكربون الموجود في المحيط، وتنتج كميات هائلة من الأكسجين، لذا يطلق عليها ”رئة البحر“.
وأوضحت أن للحشائش البحرية دور كبير في مكافحة التلوث البلاستيكي، كما يساعد نظام جذورها على تثبيت قاع البحر، وحماية السواحل من التآكل.

وأشارت إلى أن الحشائش البحرية تُسهم في الحفاظ على التنوع الجيني والبيولوجي في البيئة البحرية، وتوفر وظائف بيئية واقتصادية قيمة، حيث تُشكل مناطق تغذية وحضانة لمجموعة متنوعة من الكائنات البحرية المهمة تجاريًا.
وقالت "العتيبي" إن هذه النظم البيئية تتعرض لضغوط متزايدة باستمرار من الأنشطة البشرية المرتبطة بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية السريعة في دول الخليج العربي والبحر الأحمر.
وأكدت على أن المملكة العربية السعودية تولي أهمية قصوى للمحافظة على الحياة البحرية، إلى جانب حماية البيئة البرية والحد من التلوث البحري، وبالتالي تسعى إلى تحقيق أحد أهداف رؤية 2030م، وهو حماية التنوع الحيوي.
وأوضحت أن علم البيئة البحرية يهتم بكل ما يتعلق بالحياة في البحار والمحيطات، والعلاقات بين الكائنات الحية المختلفة فيما بينها وبين مختلف عوامل البيئية. وأكدت أن البيئة البحرية تعتبر من أكبر الأنظمة البيئية المائية في العالم.