- البعض منّا من لا يستطيع أن يحتفظ بداخله ولو بكلمة واحدة! وهو في هذه الحالة قد يُوصف بالمتصالح، أو يمكن أن يكون من لا يؤتمن على سر؛ وقد يصل في نهاية طريقة إلى مكان لا ناس فيه! ومنّا من هو عديم الملامح الذي لا تعرف ما به أو ماذا يريد، أو حتى ماذا يدور حوله، وهو كذلك قد يظل وحيداً، ولكن ليس بالضرورة أن تكون وحدته في نهاية طريقه.
- أحيانا نحتاج إلى مستمع فقط، فلا نحتاج إلى ناصح، ولا محلل، فقط نحتاج إلى أذن تنصت، ملامح دون تفاعل، بئر لا قاع له! لذلك نفضّل أن نختنق عوضاً أن نُخذل في حال لم نجد حامل تلك الاشتراطات؛ وإن هممنا احياناً للتحدث، قد نتعثر في بعض المواقف على عودة ما قلناه إلى مسامعنا من أشخاصٍ آخرين لم نشاركهم الحديث! لذلك تدرّع بحقيقة واحدة وهي أن ما يخرج من فمك تحمل نتيجته أو لا تقله أبداً؛ لأنه سيدور ويعود إليك، وستكون لعودته عواقب؛ وقد نتعثر أيضاً على جملة: حتى أنا! أو كلنا كذا! التي قد يقولها البعض من باب المشاركة، وبعضهم من باب التقليل مما حدث للأخر، كأنه أمر اعتيادي يحدث للجميع! فيضطر المتنفس أن يصمت، أو يتمنى بأنه اختنق بما قاله.
- حتى أنا! هل بالإمكان أن نأخذها من جانبها الحسن، ونقول بأن قائلها أراد التخفيف من الخنق من باب المشاركة، أو أنه جاهل لأسباب واحتياج من شاركه فضفضته! أم لا منظور إيجابي لها! لماذا ينتظر المتلقي مشاركتها حتى يقولها الشاكي؟ لماذا لا يصمت، ويكتفي بالاستماع، لأنه احتياج المتنفس الحقيقي والمباشر، والذي نعتبره هنا راعياً لهذه الجلسة!
- كم «حتى أنا» من حولنا، وكم من منصت في محيطنا القريب، وأي كفة هي الأرجح، وهل تغيّرنا إن سمعناها كثيراً، أم لا أثر لها علينا!
@2khwater