فتجده في كل مجلس لا يتوقف عن الحديث عن زوجته ومن وراءها من جموع النساء، والضغوط التي يواجهها منها وبسببهن، ويسوق النكت التي تبين سيطرة المرأة وشراستها، وبالمقابل هي لا تتوقف عن الشكوى من جنس الرجال في لغة تعميم غير مناسبة ولا يمكن أن تكون صحيحة.
والبعض يقع فيما هو أسوأ، فتفشل في حياتها، وتؤلب النساء على رجالهن، ويفشل في حياته، فيؤلب الرجال على شريكات حياتهم.
ما يحدث غير طبيعي، ويخالف الفطرة والدين والمصلحة، فالواجب أن ننظر إلى علاقتنا بشريكات وشركاء حياتنا على أنها علاقة تكاملية، وأن البيت الذي هو المصنع الأول للنجاح لا يمكن أن يؤدي مهمته بدون استقرار العلاقة بين طرفيه الأساسيين.
في كتب السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، عندما واجه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الموقف الرهيب المهيب بنزول جبريل عليه في الغار على ذلك الشكل الذي يفوق مستوى إدراك العقل البشري، وما قام به معه عندما أمره أن يقرأ، نزل رسول الإنسانية صلوات الله وسلامه عليه من الغار خائفاً يرجف فؤاده، ولم يتوجه يميناً ولا يساراً، بل توجه إلى بيته مباشرة، فلديه في البيت زوجةً تنتظره وتعينه، كما ينتظرها ويعينها.
دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهو يقول: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم أخبر خديجة الخبر وقال لها: لقد خشيت على نفسي.
ماذا كان رد خديجة؟ لم يجدها في البيت لأنها كانت مشغولة مع صديقاتها! النأي بالنفس وليس لي علاقة! لماذا تذهب لوحدك إلى الغار وتتركنا؟!
لقد جاء الرد العظيم من الزوجة المحبة: كلا، والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلّ، وتُكسب المعدوم، وتُقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
ما أعجب هذا الرد، ثقة وحكمة وطمأنينة، ثم انطلقت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ابن عمها لتستشيره في هذا الأمر العظيم الذي حل على البيت المبارك ونقله -ومن ثمّ العالم- من حال إلى حال.
جددوا علاقاتكم بنسائكم، جددن علاقاتكن برجالكن، فهم أقرب الناس إليكم/ إليكن.
@shlash2020