المرأة ليست فقط نصف المجتمع، المرأة تعتبر شريكة أساسية في صناعة المستقبل وبناء الحضارة والأجيال، وجميعاً نستذكر مقولة سيدي ولي العهد «يحفظه الله» عندما قال «أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء، لذا، أنا أدعم النساء»، ومن خلال هذه المقولة شهدنا عملا مميزا وتجاوزنا العديد من التحديات المتعلقة في تمكين المرأة في وقت قياسي، وحظي ملف المرأة باهتمام كبير من حكومة المملكة، وتسارعت خطوات المرأة السعودية نحو التمكين بفضل صدور العديد من القرارات والتشريعات والأنظمة التي تعزز مكانتها في المجتمع.
بالعودة لسنوات ما قبل انطلاق الرؤية، كانت فرص التوظيف المتاحة للعنصر النسائي في سوق العمل محدودة بشكل كبير، ومنذ إطلاق رؤية المملكة الطموحة، بدأت المملكة في اتخاذ إجراءات جذرية لتغيير هذا الخلل من خلال توفير فرص عمل أكثر شمولية وتكافؤ للجنسين، وشهدنا تنفيذا لعدة مبادرات لتعزيز مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، وكان هناك اهتمام واضح في تمكين المرأة وتعزيز دورها من خلال الإعلان عن عدة مؤشرات رئيسية للمرأة في سوق العمل، وحققت تلك المؤشرات مستويات إيجابية قياسية خلال مدة قصيرة، والعديد منها تجاوز مستهدفات الرؤية قبل موعدها بسنوات.
من المؤشرات اللافتة التي تم الاحتفاء بها خلال هذا اليوم هو منشور المرصد الوطني للعمل، والذي احتفى بالمواطنات العاملات في القطاع الخاص؛ لما لهن من دور حيوي في القوى العاملة والمساهمة الاقتصادية، وقد بلغ عددهن ما يقارب 960,496 مواطنة بمعدل نمو يقارب 89% منذ عام 2020، وهذا المؤشر دليلاً على نجاح العديد من مبادرات تمكين المرأة السعودية في سوق العمل، ومنها على سبيل المثال تطوير التشريعات التنظيمية الداعمة لتوظيف المرأة وخاصةً ما يتعلق في توفير بيئة العمل الملائمة، وتشجيع العمل المرن وإعادة تنظيم ممارسات العمل عن بعد، بالإضافة لبرامج الدعم الموجهة كمبادرات «وصول، قرة، دعم الأجور» بإشراف صندوق الموارد البشرية.
عند الحديث عن مؤشرات سوق العمل المتعلقة في المرأة السعودية، علينا أن نُشيد بجهود وزارة الموارد البشرية لاهتمامها الكبير والواضح في هذا الملف، خاصة فيما يتعلق بالحملات الإعلامية التي ركزت على توضيح العديد من الأمور والاشتراطات التي تخص بيئة عمل المرأة، بالإضافة لقرارات التوطين التي شجعت على رفع مستويات التوظيف للعنصر النسائي في سوق العمل، وأيضاً علينا أن نشكر جميع المنشآت التي ساهمت في تشجيع توظيف المرأة السعودية وتدريبها وتطويرها، وأيضاً علينا أن نشكر المرأة السعودية التي أثبتت نفسها في كثير من المجالات في سوق العمل، وساهمت اقتصادياً بشكل واضح في النقلة النوعية التي يشهدها الاقتصاد السعودي.
بمراقبة ومقارنة مؤشرات رئيسية للمرأة السعودية في سوق العمل كـ «معدل المشاركة الاقتصادية، حصة المرأة في سوق العمل من إجمالي القوى العاملة، نسبة النساء في المناصب الإدارية العليا والمتوسطة»، نجد تطوراً إيجابياً واضحاً، والواقع الحالي للجهود الحكومية المستمرة لتمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع سيعزز من استمرار هذا التطور الإيجابي في المستقبل.
ختاماً؛ علينا أن نفتخر جميعاً بالمرأة السعودية، والتي أصبحت شريكًا فعالًا في التنمية الوطنية في مختلف المجالات: الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية وغيرها وعلى جميع المستويات، وعلينا جميعاً وبكل فخر إبراز جميع الإنجازات المتعلقة في المرأة السعودية لتصل لأبعد مدى.
@Khaled_Bn_Moh