كانت فكرة المدرب كاسترو الأساسية خطوطًا أمامية لديها خبرة أوروبية، مما يجعل الكرة تنتقل بشكل سريع مختلف عن أسلوب الفرق السعودية، التي تتحرك الكرة بشكل بطيء جدًا وتقتل الكثير من الهجمات وصعوبة تنفيذ المرتدات بشكل صحيح. وبالفعل، نجح المدرب في جعل الفريق يأخذ شكلًا جميلًا، حيث خط الوسط الثلاثي والهجوم كلهم أجانب، بالإضافة إلى خروج لابورت، المدافع، بالكرة بشكل سليم وتسليمها للمنتصف ومساندة الظهير تيليس للخطوط الأمامية في الهجمات.
جاءت فترة الانتقالات الشتوية، ولا أعرف ما حصل بالضبط، هل كان القرار فنيًا أو إداريًا، حيث تم إعارة فوفانا إلى الاتفاق لكي يكمل قطعته الناقصة، وتم إعادة الحارس أوسبينا الذي كان مصابًا لمدة عام و فجأة تراجع مستوى خط الوسط، خاصة بروزوفيتش، الذي ربما تأثر بغياب شريكه فوفانا، الذي لم يكن يعجب الجماهير، خاصة أنه لا يستطيع التهديف، هنا بدأت الفراغات تتضح في منطقة محور الارتكاز، خاصة مع تقدم بروزو، و أصبح النصر بعد الشتوية، فريقًا مختلفًا تمامًا، فقد المنافسة على الدوري تقريبًا، ومعرض للخروج من الآسيوية، وربما يخسر كأس الملك بسبب تراجع الروح المعنوية و مطالبة الجمهور بإقالة المدرب.
مدرب الاتفاق جيرارد كان ذكيًا جدًا، تفطن إلى فكرة كاسترو وقدم من أجلها تضحية كان يمكن أن يدفع ثمنها، لكن حتى الآن هي ناجحة، حيث إعارة المدافع تيسيران واستعارة مدافع نادي النصر مادو بديلاً عنه، الذي أثبت حتى الآن أنه خير معوض. ثم استعار محور النصر فوفانا، الذي رمم به منطقة المحور، وأيضًا استعار ايكامبي الذي يلعب في جميع مراكز الهجوم، بالإضافة إلى التعاقد مع ميدران بديلاً عن هندرسون، الذي أصبح يدلل خط الوسط والهجوم بتمريراته السحرية.
مع وجود خط وسط وهجوم سبق لهم اللعب في أوروبا، أصبح تناقل الكرة سريعًا جدًا ولم يعد المدرب يطلب من جاك الخروج بالكرة والتقدم لمساندة الخطوط الأمامية، مما جعل خط الدفاع أكثر صلابة وتماسك. بل أصبح هناك سرعة في افتكاك الكرة من منتصف الملعب من خلال سرعة الأطراف وفوفانا.
نادي الاتفاق، منذ بداية القسم الثاني، في مستوى تصاعدي والأرقام تثبت ذلك، حيث ثلاث انتصارات من أربع مباريات سجل خلالها 7 أهداف ودخل مرماه هدفين في مباراة الهلال. أي أنه لديه ثلاث مرات شباك نظيفة ويواصل مركزه الثاني كأفضل خط دفاع في الدوري. والفوز على أبها مستوى ونتيجة دليل على أنه يسير بشكل مميز نحو المراكز الأولى بالدوري.
بالمختصر، جيرارد أو نادي الاتفاق استطاع محاكاة أسلوب مدرب النصر فنجح في الوقت الذي تخلى النصر عن أسلوب فريق ناجح، ومع تراجع مستواه، ضربته الإصابات.