- مع انتشار المعارف والعلوم تداخلت للأسف، بعض المفاهيم والأفكار المتناقضة التي تختلف مساراتها بين الخير والشر والحق والباطل، ليقف الإنسان حائراً بينها ولا يأخذ منها إلا الأقرب أوالأنسب إليه، واحياناً يخرج عن المألوف ليُشبع فضوله. ولا مانع منهذا ولا ذاك، ولكن تكمن المشكلة في قوة التأثير لحدوث التغييرخاصةً على المبادئ والقيم الإنسانية الصحيحة.
على سبيل المثال، مفهوم الوطنية وكل مايتعلق بها من فضائل وقيم لتضيف للإنسان جزء من هويته التي تتعلق بثقافة مجتمعه ووطنه، فقد تعددت مفاهيم الوطنية ودُسَّت فيها شعارات واقتباسات مغلوطة لأغراض تخدم من فسد وشذ عن مجتمعه، وأعلن الحرب عليها، ولانستطيع تجاهل من خالف واختلف مع مجتمعه وعاداته وتقاليده أوأنظمة وطنة ليهرب ذليلاً باحثاً عن ملجأ ليسقط عنده، وعند السقوط تبدأ الدروس التي تُغير المفاهيم المتعلقة بالقيم والفضائل التي تبني هوية الانسان السوي.
التاريخ هو الحقل الذي يزرع فيه الخونة سمومهم ويحرفون الحقائق لتخدم أكاذيبهم المزعومة، لذلك فإن التاريخ المزيف هو الدرس الأوللمرحلة السيطرة، ومن التاريخ يخلق الخونة رموز متعددة إما دينية أوثورية أو علمية وغيرها من الرموز التي ساهمت في نشر الفساد بشكل أو بآخر، وما هذه الرموز الا عملية ربط ليبرروا بها خيانتهم الحالية، و لنشر ثقافة التمرد في عقول من سقطوا عند ملاجئهم، ودعماً لمرحلة السيطرة، فإن التشويه والطعن هي إحدى الأساليب التي يستخدمها الخونة لتغيير الحقائق والتشكيك فيمصداقية النتائج و نبذ التطور وتقريبه للفجور.
مرحلة التنفيذ تبدأ بالاصطياد في الماء العكر وتأجيج الآراء وإثارة الجدل بهدف زعزعة الثقة والتضليل، فالخونة لهم مفهوم آخر للشرف يخدم مخططاتهم الخبيثة، وتحريك العاطفة وشحنها بالمفاهيم الضالة وتغييب المنطق، يعتبر مفتاح يسهل استخدامه لمُخادعة عقل من فرّ بتمرده أو فساده.
مرحلة التعليم تبدأ بالتلاعب بمفهوم الوطن والوطنية والهوية والانتماء والشرف، لأنها مفاهيم تنتهي بتكوين فضائل وقيم إنسانية تدعو المواطن لإعمار وطنه، وهذا ما لايطيق الخونة، لأن نفوسهم أقرب الى الدناءة ومطالبهم مبنية على مصالح شخصية آثمة تخدم مخططاً وهمياً متناقضاً في أفكاره .. لذلك فإن العبرة في دروسهم مدمرة لأن الشر والفساد هو الأصل في أعمالهم التي تستهدف الأحمق قبل الجاهل والفاسد.
واخيراً، فإن ماتسير عليه بلادنا الآن -بفضل الله- يعزز المفاهيم الصحيحة التي يهاجمها المجرمون وخونة الأوطان.. التذكير بأهمية الوطن وصلاح المواطن والخيرات التي نعيشها بفضله تعالى هي الحقيقة التي لا يستطيع أي مجرم تكذيبها وإن اجتهد، والمؤمن الحق هو الذي يُعمّر ذاته ومجتمعه ووطنه بما رزقه الله تعالى من خيرات ويشكر الله عليها.