أبداً لا يمكن أن تكون «القفلة» من أجل فنجان قهوة أو كاس شاي أو وجبة طعام – فضلاً عما يضر- صحيحة، فنحن نعيش شهراً عظيماً بُعث فيه خير البشرية بكلام الله الذي فيه الهداية للعالم أجمع، يقول الحق سبحانه «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»، فخيرنا بدأ من هذا الشهر الفضيل، ولذلك لا يجب أن تقفل فيه.
لقد كان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يعطي رمضان حقه، ويوصي بأن يُعطى الشهر الفضيل حقه، وهذا ما لا يستطيعه من تقفل معهم: «قد جاءَكم شهر رمضان شهرٌ مباركٌ، كتبَ اللهُ عليكم صيامَهُ، فِيه تُفتَّحُ أبوابُ الجنّةِ، وتُغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغلُّ فيه الشياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم»، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: أتاكُم رمضانُ سيدُ الشهورِ، فمرحبًا به وأهلًا».
ولذلك يجب أن تكون «القفلة» للشر لا للخير، لأنها بذلك تحرمنا هذا الخير العظيم، وتمنع خططنا النجاح المرجو، وتحول حماسنا الذي نبدأ به رمضان إلى ركام، حق رمضان من أوله لآخره عند من شرح الله صدره وعلت همته، ألا يتوقف عن استغلال كل لحظة من لحظاته بنفس الحماس والعطاء.
وللمصابين بمرض «القفلة»، يوصي الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم بالرقي الأخلاقي الذي يتميز به، وعدم التردي، فيروي الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه: «وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم».
عندما تقفل معنا ونحن نقود سياراتنا قد نقع فيما لا تُحمد عقباه، وعندما تقفل معنا ونحن في عملنا، قد نكسب دعوات الصائمين بسبب تعطيلنا لمعاملاتهم ولن تنفعنا «اللهم إني صائم»، وعندما تقفل معنا على أهلنا فيتجنبونا لأننا سريعي الانفجار في رمضان، على صوت صدر من صغير، أو صنف لم يتواجد على المائدة، أو صنف لم يُضبط تحضيره، فهذا يحول بيوتنا إلى بيئات لا تُطاق، ويوقع في مقابلة المعروف بالنكران، فحق زوجاتنا الشكر والتقدير لا «القفلة» عليهن من أجل طبخة.
في رمضان يجب ألا تقفل أبداً، فهو شهر الخير والعطاء، وكل جزء من أجزائه يسعد ويسر، جددوا نياتكم ومن ثمّ مراجعة أنفسكم.
@shlash2020