وتجدر الإشارة إلى أن القرار كان بالإجماع عن طريق الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويعني ذلك أن 193 دولة وافقت على هذا اليوم والقرار.
واسمحوا لي أن أخرج قليلا عن الموضوع بما يسمح به المقام، حتى يتسنى لنا الرد على من يعتقد خطأ أن الإسلام انتشر بالنار والحديد والسيف، وأنه دين عنف وإرهاب، وذلك بلغة الأرقام «وبحسب ويكبيديا»: فإن مساحة الإمبراطورية البريطانية «التي كانت لا تغيب عنها الشمس» بلغت أوج اتساعها 35.5 مليون كيلو متر مربع، ثم يأتي بعدها «ثانيا» إمبراطورية المغول، وهي قد امتدت حتى بلغت 24 مليون كيلو مترا مربعا، وأما الدولة الأموية، فهي تأتي في المرتبة الخامسة بمساحة 13.4 مليون كيلو متر مربع، وهي تعتبر أكبر اتساع لإمبراطورية إسلامية، وهذا يدعون إلى التساؤل المنطقي، وهو هل الإمبراطوريات الأكثر اتساعا كانت أقل عنفا وأكثر سِلما؟، أو أنها انتشرت بالورد والحوار والإقناع !! وأدع مساحة للتفكير والإجابة لكم؟!
وعودا على بدء وحتى نعي أكثر عن سبب اختيار هذا اليوم العالمي، فقدت نوهت أيضا هيئة الأمم عن معاناة المسلمين في بعض الدول فقالت: «في الدول التي يمثلون فيها أقلية، غالبًا ما يتعرض المسلمون للتمييز في الحصول على السلع والخدمات، وفي العثور على عمل وفي التعليم. وفي بعض الدول، يُحرمون من الجنسية أو من وضع الهجرة القانوني بسبب تصورات معادية للأجانب بأن المسلمين يمثلون تهديدات للأمن القومي والإرهاب».
ومن المهم في هذا الموضوع أن يكون التصرفات العامة للمسلمين المقيمين وكذلك الزائرون للدول الغربية أن تظهر صورة الإسلام الحقيقي الوسطي، والمعتدل التعايشي، دون أن يتنازلوا عن القيم والمبادئ التي يأمر ويحث عليها ديننا الحنيف.
أضف إلى ذلك، إن الصورة الحسنة التي تعكسها سلوكيات المسلمين وتصرفاتهم وتعاملهم في هذه الدول سيكون له تأثير قوي على الرأي العام خصوصا أننا نعيش في عصر التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، والذي يُسهل عملية نقل الصورة الحقيقة دون تزييف أو تحريف، فقدت دأبت ولعقود بعض من وسائل الإعلام الغربية التقليدية على تزييف وتقديم صورة مشينة أو محرفة عن الإسلام والمسلمين من أجل خدمة أيدولوجيات متخلفة، ومصالح سياسية متعددة.
-بعض الدول الغربية تستخدم «الإسلاموفوبيا» كذريعة أو فيها «تعصب» لتمرير أجندات سياسية أو قرارات مجحفة تضر بمصالح المسلمين المقيمين بينهم أو في دول أخرى من العالم، وقد وضح ذلك الأمين العام لهيئة الأمم في رسالته حيث قال: «وهناك تمييزٌ مؤسسي وأشكال أخرى من العوائق التي تنتهك حقوق الإنسان والكرامة الواجبة للمسلمين. وبسبب ما يُطلق من خطاب يحضّ على الانقسام وما يجري من تصوير للمسلمين بغير حقيقتهم، توصم مجتمعات بأسرها. وما يُبثّ من خطاب كراهية على الإنترنت يؤجّج العنف في الحياة الحقيقية».
إن الكراهية تولد العنف، والعكس صحيح!
@abdullaghannam