كتبت سابقاً في أكثر من مقال بأن ملكية أو إدارة المشاريع «خاصة الصغيرة» تعتبر واحدة من أصعب الوظائف الموجودة في الوقت الحالي، ونوهت بأهمية وجود الدور التثقيفي والإرشادي قبل البدء في الأعمال التجارية، واللافت في الأمر أن مستويات الاستدامة في الأعمال تختلف من محافظة لأخرى، والأسباب لذلك عديدة؛ وأرى أن من أهم عوامل نجاح المشاريع التجارية واستدامتها له ارتباطا كبيرا في مستوى الخدمات المقدمة من الجهات الخدمية العامة في المحافظة نفسها.
المنطقة الشرقية غنية بثرواتها، ومن أهم تلك الثروات هي الثروة البشرية التي لا يوازيها أي ثروة، وتتميز تلك الثروة بالمنطقة بمستوى مهارات يدل على قوة مخرجات التعليم فيها، وأيضاً تتميز بمستويات عالية من الخدمات التي يتم تقديمها لأصحاب الأعمال والمستفيدين في جميع الجهات العامة، وهذا يدل على الحرص والاهتمام الكبير بالإضافة للمتابعة المستمرة من أمير المنطقة ونائبه «حفظهم الله» لخدمة المواطنين والمقيمين فيها.
المنشآت الصغيرة تعتبر أحد أهم أركان أي اقتصاد، وتتميز تلك المنشآت بمعدلات نمو سريعة من حيث الحجم «كمياً»، وعند الحديث عن محافظة الخبر نجد تميز للعديد من المنشآت التجارية الصغيرة فيها مقارنة مع باقي المحافظات، وشهدنا انطلاقة للعديد من المشاريع الريادية المميزة من المحافظة، والبعض منها أصبح منافساً للعديد من المشاريع في دول الجوار.
ما قامت به بلدية محافظة الخبر في تأسيس وحدة دعم الأعمال دليل على تميزها واهتمامها الكبير من أجل تقديم كافة الخدمات المميزة ورفع مستوى الجودة في كافة الأعمال والمشاريع بالمحافظة، وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى البلديات في المملكة، وللافت في هذه المبادرة تواجد فريق العمل الخاص بها على فترتين «صباحية وَمسائية» لتقديم الاستشارات الإدارية أو الفنية لأصحاب الأعمال والمشاريع التجارية.
كوجهة نظر شخصية؛ تُعد هذه الوحدة من أهم الأدوات الحيوية والضرورية لتشجيع ريادة الأعمال وتعزيز التنمية الاقتصادية في المحافظة، ووجودها يساهم في رفع مستويات نجاح المشاريع والاستثمارات بكافة أحجامها، ولها دور مهم في تعزيز الوعي والتثقيف لدى أصحاب الأعمال المحتملين ورواد الأعمال المستقبليين، وذلك من خلال تقديم المعلومات والموارد الضرورية لفهم عملية إنشاء وإدارة الأعمال التجارية، وتسليط الضوء على الفرص التجارية المناسبة وتقديم المشورة بشأن الخطوات الأولى المهمة.
الأمر لا يقف عند هذا الحد، فمن خلال وحدة دعم المنشآت سيتم إرشاد وتوجيه المستفيدين في جميع ما يخص التراخيص والتشريعات واللوائح، وتوضيح كافة الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة، بالإضافة لتوفير كافة المعلومات حول الاشتراطات القانونية والصحية والسلامة التي يجب الالتزام بها لرفع معدلات الامتثال للمشاريع التجارية في المحافظة، وأيضاً تكريم أصحاب المشاريع التجارية المميزة وإبراز قصص النجاح في المحافظة.
ختاماً؛ من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وعلى المستوى الشخصي أتقدم بجزيل الشكر لمنسوبي بلدية محافظة الخبر على جهودهم المتواصلة لدعم أصحاب الأعمال والمشاريع التجارية في المحافظة، وكأقل واجب علينا هو الإشادة بمثل تلك المبادرات المهمة والداعمة لمستهدفات رؤية المملكة، وكلي تفاؤل في المرحلة المقبلة لنرى مسيرة مميزة للمنشآت التجارية في محافظة الخبر.
@Khaled_Bn_Moh