الشوق والرغبة الشديدة في معرفة مجريات الأمور محليّا أولا، وإقليميا ثانيا ، ودوليا ثالثا جعلت تلك العبارة متداولة بين أهل هذه البلاد.
و «العلم « هنا ليس له صلة بالعلوم والدراسة والمختبرات وما ينتج عنها من بحوث ودراسات . العلم هنا يعني «الخبر» ، مثل قولنا «وش علومك» أو «العلم عن من ؟»، وذاك نتج عن بطء وصول الأخبار وتباطؤ ناقليها خلال الترحال.
من هنا اشتقت مفردة «الإعلام»، وهي مفردة عربية بدأ استعمالها في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين ، لأنهم كانوا في السابق يسمون إدارات ومكاتب النشر « مكتب الدعاية « ومديرية مدير الدعاية «العراق في الأربعينيات»
وأول ما طُرح المسمى – الإعلام – عقد مؤتمر الإعلام العربي، وحضر الوفود إلى مقر المؤتمر. ووجدوا أن وفدا عربيا جاء بحقيبة ممتلئة بأنواع من أعلام بلده ، منها الصغير ومنها المتوسط ومنها الكبير. مع مطويات تشرح لماذا اختارت دولته تلك الألوان، هذا الخبر جاء في مجلة روز اليوسف المصرية . وكان الوفد يظن أن المؤتمر يخص الأعلام «بفتح الهمزة» وليس كسرها.
صارت – في اعتقادي - الأخبار مثل الخبز . ! تُباع يوميا ، بعضها طازج وبعضها « بايت « من البارحة . كل الصحف الورقية وغير الورقية تشترك في أكثر من وكالة , بعضها وكالات بصرية تُرسل الصور العادية السائرة ، والتي أُرسلت لغيرك كصاحب صحيفة . أما إذا أردت صورة للحدث «خاصة» لا تُرسل لعامة المشتركين فعليك طلب هذه، ودفع ما يتوجب .
والنمط الجديد في العمل أن بدأت بعض الوكالات تفرض - ضمن عقدها - على الصحيفة أو المستفيد عدم التغيير أو الحذف في النص، أي : إذا وصلك النص فعليك نشره بحذافيره أوتركه كلية، وتكلفة الاشتراك بالوكالات الموثقة غالية جدا، وأذكر هذا عندما كنت محررا متعاونا في «رياض ديلي» الإنجليزية، وتعرض الوكالات خيارات صور للحدث «وكل شيء بثمنه ! «
@A_Althukair