ويُظهر لنا التاريخ حجم التأثير العالمي المصاحب لقوّة الكلمة، ففي ساحة القيادة والسياسة يُعرف القادة مدى قوة الكلمة جيدًا، فهم يستخدمون الخطاب القوي والمُلهم لتسليط الاهتمام على صلب الهدف، وعندما تصبح الكلمات منسوجة بعناية وتُنطق بإيمان، تتحول إلى أسلحة سحرية تستطيع إذابة الجليد وإشعال شرارة التغيير داخل النفوس إذ تعمل الكلمات على تحفيز المشاعر والأفكار، وقد تترك أثرًا عميقًا في الذاكرة والروح.
وعلى المستوى الشخصي، تمتلك الكلمات قوة خارقة لتشكيل مسار حياة الإنسان، وتترك آثارًا عميقة في عقولنا، سواء كانت إيجابية تحفيزيةأو سلبية تحطم الحواجز النفسية والكلمة الطيبة تلهم وتحفز الشخص وتوجهه لاتخاذ خطوات إيجابية في حياته وتقوي الروابط العاطفية والشعور بالانتماء، فأثر الكلمة الطيبة يعود بالنفع للمستقبل والمرسل على حد سواء، وأثرها بلا شك ملموسًا وقويًا في التوجهات الداعمة والمحبطة، لكن وعلى الرغم من أهمية وقعها على مسامعك فأنت من يتحكم في تيسير هذه الكلمة للعبور فلا تخدشك كلمة إلّا بمحط رغبتك وسماحك لها، ولا تحفزك كلمة إلّا إذا لامست تطلعاتك الحقيقية لذاتك.
الكلمة المُنصفة أساسًا للتواصل البشري السليم والبناء للعلاقات الإنسانية وإن الالتزام بقيم الأمانة والصدق والحساسية في استخدام الكلمة يساهم في بناء مجتمعات صحية وصاعدة، ويعكس قوة اللغة ومسؤوليتها في تشكيل العالم من حولنا.