آخر الإحصائيات تشير إلى تزايد عدد المقترضين من المواطنين بشكل هائل، والبنوك التي لا ترحم وتتسابق في نهش جيوبنا تلعب لعبتها وتغري الناس بالعروض الرقيقة الجميلة الحنونة في ظاهرها، أما من الداخل فهي فكٌ مفترس شرس «يفرم» كل ما يجد أمامه، تعبنا وتشققت حلوقنا وتكسرت أقلامنا من الحديث عن البنوك وهي تزداد شراسة بلا رحمة، وهنا يبقى الدور على المواطن في ترتيبه للأولويات التي تحده على الإقتراض.
في السابق كان المواطن يقترض من أجل بناء منزل أو شراءه في غالب الأحيان فقط أما اليوم فأصبح القرض كمبدأ يتفشى في المجتمع أسهل من شراء وجبة من المطعم، فأصبح كل من لايملك المال يقترض ولأي سبب كان، سواء كان تافها أم وجيها، فمن أردا أن يسافر ولا يملك مبلغا كافيا.. يقترض، ومن أردا أن يتزوج كذلك يقترض ومن أردا وليمة كبيرة لضيوفه يقترض ومن أراد أن يجدد سيارته فليقترض، ومن أردا أن يسدد إيجار بيته أو شقته فيقترض.
قد نختلف في أولوية وأهمية الحالات السابقة الذكر ولكن نتفق جميعا انه بإمكاننا الإستغناء عن بعضها وبالتالي عدم اللجوء إلى القروض، بعد كل ذلك كثير من الناس يأخذون المال ولا يعون كيفية الوفاء به وسداده بل يفكر بحل مشكلته بتلك اللحظة وما بعد ذلك «يحلها حلّال»، كله هذا جعل الناس لا تفكر في أمرين مهمين وهما الأولويات والعواقب.
المشكلة أن بعض الناس يستخف بالقرض سواء كان من بنك أو من أشخاص، هذه مصيبة لن تقف آثارها على المجتمع إقتصاديا بل حتى أسريا، فأعرف كثيرا من أولياء الأمور يدخلون أبناءهم في مدارس خاصة وهم لا يتحملون تكاليفها وبالتالي يلجؤون للقروض وحين لا يستطيعون السداد ينقطع الأبناء عن الدراسة وتكبر المشكلة وتصل إلى حد تفكك أسري بسبب عدم استطاعة ولي الأمر بالقيام بواجباته والأحمال التي وضعها على عاتقه وهو في غنى عنها.
@Majid_alsuhaimi