يتجلى في هذا الشهر الفضيل، كثيراً مما أخبر به نبينا الكريم -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- في هذا الحديث الشريف ، من كون أن أحوالنا تتغير بين فترة وأخرى وبين رمضان وآخر، وأنه كما يقال دوام الحال من المحال، لذا؛ فعندما تكون شابا، فأنت قادر على أمور يعجز عنها الكهل ذو الشيبة الهرم، فأنت على سبيل المثال، تستطيع أن تكمل صلاة التراويح مع الإمام، بكل يسر وسهولة، بينما يعجز عن ذلك، ذو الشيبة الذي لا تحمله قدماه، ولا يشق عليك الصيام وإن طالت ساعات النهار، وتستطيع أن تصوم وأنت تدرس أو تعمل، في حين يصعب ذلك على الشيخ الكبير.
الصحة تاج، وقد لا تعادلها نعمة بعد الهداية، ولعلي اذكر هنا تجربة شخصية حدثت لي، حيث أنني تعرضت في إحدى السنوات لإصابة في الظهر، لم أستطع معها الانحناء بشكل جيد، وكان ذلك قبل شهر رمضان، فكنت خلال تلك الفترة أصلي على كرسي، وأتحسر على عدم القدرة على إتمام شعيرة الصلاة في أفضل موسم من مواسم السنة، إذاً نعم، فلنغتنم صحتنا قبل مرضنا، ولا شك في أن الكثير من إخواننا وأخواتنا الذين يرقدون على الأسرة البيضاء، ليتمنوا من رب العالمين أن يتماثلوا للشفاء في أسرع وقت ممكن، ليتسنى لهم العودة، إلى مصلياتهم.
ولعلها فرصة ذهبية للغني هنا في هذا الشهر لينفق، قبل أن ينفق عليه، وليربي نفسه على أن ما في يديه، ما هو إلا مال الله الذي استخلف عليه، فإن عرف حق الله فيه، حُفظ له، وإن كان غير ذلك فقد ساهم في ذهاب بركته وزواله.
ولا شك في أن الغبطة قد تمتلك من شغل في هذا الشهر بالعمل أو الدراسة، تجاه من يتمتع فيه بإجازة، أو، ممن لديهم المزيد من الوقت والفسحة لتسخيره في الاجتهاد في العبادة والطاعة، كالزملاء والزميلات المتقاعدون.
وختاما، فكمْ من أحباب لنا لم تسعفهم الآجال أن يدركوا رمضان في هذا العام وقد كانوا يمنون النفس بذلك، وقد تركوه مجبرين، نسأل أن يرحمهم ويجعل الجنة مثواهم، وأن يدخلنا وإياهم من باب الريان، إن وليا ذلك والقادر عليه.
@azmani21