يتسابق أهالي حي المعيزل الشمالي بمدينة العيون لتقديم مختلف الأطباق من المأكولات، وخصوصًا الشعبية منها، للمشاركة في مائدة الإفطار الجماعي اليومي الذي يقيمه الأهالي داخل الحي وتحديدًا بالقرب من مسجد عبدالله بن مسعود.
ويُشرف على الإفطار جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمدينة العيون، بالتعاون مع الأهالي لخدمة الصائمين في هذا الموقع منذ أكثر من 50 عامًا.
بداية بسيطة لمائدة تاريخية
وأسس المائدة الرمضانية إبراهيم الغريب، واستمرت حتى يومنا هذا بتفطير أكثر من 250 صائمًا يوميًا من مختلف الجاليات طوال أيام الشهر المبارك وسط تعاون وتكاتف من الجميع.
وقال حمزة الغريب، أحد مشرفي الإفطار: ”بدأ هذا الإفطار بصحن بسيط ومجموعة بسيطة من الأطباق، ومع مرور السنوات شهد توسعًا كبيرًا“.
وأضاف: ”من المواقف التي لا تُنسى لوالدي، أنه طلب من والدتي وضع جميع الإفطار داخل البيت لنقله لموقع الإفطار من أجل الصائمين، وطلب أن يتم عمل إفطار جديد في نفس اليوم“.
وتابع ”ومع مرور السنوات، أصبح توسعًا كبيرًا حتى وصلنا إلى هذا العدد الكبير بفضل تعاون أهالي الحارة من كبار وصغار، ودور المنازل في تقديم أكلات معتادة وشعبية من جريش وهريس وسمبوسة وكثير من الأكلات المتنوعة“.
الجود بطعام المنازل
وقال مشبب السبيعي، أحد مشرفي الإفطار: ”ما زال هذا الإفطار الجماعي مستمرًا بمشاركات من أهالي الحي من الأمهات والآباء والمنازل القريبة من الحي، وكذلك المنازل البعيدة في مشاركاتهم اليومية من بيوتهم الشخصية وطبخهم المعتاد واليومي من داخل البيوت“.
وأضاف ”يوفر الموقع خدمة الوصول والإيصال من المنازل ممن يرغب المشاركة لإيصاله إلى موقع الإفطار“.
وتابع ”ويشهد الموقع إقبالًا كبيرًا، ويصل عدد الصائمين فيه من 200 إلى 250 صائمًا، ويتزايد أيام الخميس والجمعة“.
وقال ”ويقع هذا الموقع تحت إشراف جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمدينة العيون، وكذلك تعاون أهالي الحي والمتطوعين الذين خصصوا أنفسهم يوميًا من أجل تقديم خدمة مجتمعية“.
مشاركة الكبار والصغار
وقدم حمد الفارس، أحد مشرفي الإفطار الشكر لجميع الأهالي الذين يقدمون وبشكل يومي طوال أيام الشهر المبارك هذه الوجبات رغم التعب وظروف ضغوطات البيوت، حيث تجدهم يعدون الأطعمة للإفطار الجماعي دون أي ملل“. مشيرا إلى ان ”الكبار والصغار يشاركون في خدمة الصائمين بتعاونهم“.
وقال الطالب أحمد الغريب، أحد المتطوعين لتقديم الإفطار: ”أحرص على التواجد في الموقع من بعد صلاة العصر للمساهمة في الإفطار ومساعدة المتطوعين من خلال توزيع الأرز والماء والتمر“.
وعبر محمد أمجد، مقيم من باكستان، عن سعادته الكبيرة بالتواجد في هذا الإفطار الجماعي، ويقول: ”أتواجد هنا في هذا الموقع طوال 10 سنوات لأتناول الإفطار مع الصائمين، منوهًا أن الإفطار والاكل مميز“.
وشاركه في الرأي ازاد علي، مقيم من باكستان، الذي يقول: ”لي الآن سنتان والحمد لله، الأكل هنا في الموقع جيد وجميع الأهالي متعاونون، وأنا سعيد لتواجدي هنا“.