إن ما يقوم به السعوديون وكعادتهم من تقديم الصدقات من خلال الموائد الرمضانية وإفطار صائم أمر مشكور ولا غبار عليه، بل نحن نشد على أيديهم ونشكر فضلهم، لكن ما كان من البعض خلال الأسبوعين الماضيين من ظاهرة هدر الطعام وإلقائه في القمامة خلال الشهر الفضيل أمر مؤسف، ومشهد يتكرر كل عام نتيجة تصرفات وممارسات فردية غير مدروسة، فهو أمر غير مقبول، فهناك وجبات إفطار صائم تمتلئ بما لذ وطاب وتمتد السفر بالأمتار، وما يوضع على هذه الموائد يفوق قدرة المعدة الاستيعابية للفرد وحاجته.
التبذير عند البعض أصبح ماركة مسجلة في رمضان، لا بد من أن نراجع مفاهيمنا ونعرف المعنى الحقيقي للصوم كي لا نهدر مزيدا من الكميات، لا نريد سد باب الخير، ولكن نريد أن ننظم ونقنن ونوصل الخيرات لمن يستحقها
أبواب الصدقة كثيرة، ومن خلال المواقع والتطبيقات الحكومية المعتمدة يمكن الإنفاق خلال الشهر الفضيل على المحتاجين والفقراء بأبواب متعددة، وهو خير من إنفاقها على موائد إفطار صائم يهدر فيها الطعام، حتى لا يذهب عمل الخير ويفسد بالهدر، هناك أسر متعففة، أرامل، يتامى في أمس الحاجة لهذا المال والطعام المهدر لسداد بعض من التزاماتهم من خلال دفع أجور المنازل، فواتير الماء والكهرباء، سد الديون، سلال رمضانية، وإدخال السرور على قلوبهم بشراء كسوة العيد وغيرها، فلابد من أن توظف أموال الصدقات وتوجه للأشخاص المستحقين لها وليس للقمامة.
«يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»
@DrAL_Dossary18