بدأت بالرد عليه قائلاً: «لماذا ترغب في أن ننقل إلى مدينة الرياض ؟».. أجاب بثقة ووضوح: «المنطقة الشرقية هي المنطقة التي خلقنا بها وقضينا طفولتنا بها، وأعتقد أنها أجمل بكثير من الرياض». استمعت إلى كلماته باندهاش وفهمت أنه يرتبط بشدة بمكان نشأته وأن لديه ذكريات جميلة بها.
أجبته قائلاً: «أعلم تمامًا مشاعرك يا بني، فأنا أيضًا أحمل ذكريات جميلة عن الشرقية وأشعر بالانتماء لها، ولكن يجب أن نفهم أن الإنتقال ليس قرارًا سهلاً، فهناك أشياء أخرى يجب أن نأخذها في الاعتبار».
أكمل ابني حديثه بكلمات تركت صدمة في نفسي. قال: «أدرك ذلك، يا أبي، ولكن المشكلة هي أننا لا نملك جماعة نتواصل معها هنا، بينما في الرياض، يوجد تواصلا وتقاربا مع أخوالي وأقربائي». كلماته أثرت فيّ وأدركت أنه يشعر بالوحدة والانعزال في المكان الحالي..شعرت بالصدمة ولكن في الوقت نفسه، أدركت أهمية الروابط الاجتماعية والتواصل مع الأقارب والأحباء في حياة الأفراد.
قررت أنه وقت لمناقشة هذا الأمر بشكل أعمق. شرحت لابني بأن الرياض تعتبر مركزًا حضريًا كبيرًا في المملكة، وأن الشرقية لديها جمالها الخاص وأننا يمكننا زيارتها بانتظام للاستمتاع برؤية الأقارب والاحتفاظ بالروابط العائلية القوية. أوضحت له أن الاتصال الدائم والتواصل مع الأهل والأقارب ليس بالأمر الصعب في عصر التكنولوجيا الحديثة.
في النهاية، أدركت أن هذا الحوار مع ابني كان فرصة لفهم مدى أهمية الانتماء والتواصل الاجتماعي له وللأفراد في المجتمع، ويجب أن نتذكر أن الاختيار بين البقاء في مكان أو الانتقال إلى مكان آخر قرار شخصي يعتمد على الاحتياجات والأولويات الشخصية لكل فرد وعائلته.
@alnajaei_1