وتحمل المسؤولية تعني اعتراف القائد بواجبه تجاه فريق العمل والمنظمة التي يعمل فيها، من حيث قدرتهعلى اتخاذ القرارات الصعبة وتقبل نتائجها سواء كانت إيجابية أم سلبية، بالإضافة إلى قدرته على الوقوف على رأس الأمور وتحمل الضغوطات بثبات.
كما أن تحمل المسؤولية يتطلب الاستعداد التام لتقديم المحاسبة عن التقصير -إن حدث- واتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه ذلك، بالإضافة إلى تقديم المكافآت للنجاحات المتحققة من أعضاء فريق العمل. فالقائد الذي يتحمل المسؤولية بشكل كامل هو القائد الذي يظهر استقلالية ويعرف كيف يدير الأمور دون أن يلوم الآخرين على الأخطاء.
وتشير العديد من الدراسات والأبحاث في مجال القيادة والإدارة إلى أن تحمل المسؤولية أمر ضروري لنجاح القائد إذ يتطلب ذلك قدرته على تحديد الأولويات، وتوزيع المهام بشكل فعّال وعادل بين أفراد الفريق مع مراعاة مهاراتهم وقدراتهم الفردية، فتوزيع المهام بشكل ملائم يساهم في تعزيز شعور أفراد الفريق بالمسؤولية والانتماء، وتحفيز الفريق على تحمل المسؤولية الفردية والجماعية.
وتكمن أهمية تحمل المسؤولية في كونها عنصراً أساسياً في بناء ما يسمى بالقيادة الفعّالة، حيث تتيح للقائد الفرصة للتأثير والتحكم في مسار العمل وتوجيه أعضاء الفريق نحو الأهداف المطلوبة بطريقة منهجية ومنظمة، فالتوجه نحو الأهداف يسهم في تحفيز الفريق وتعزيز رغبتهم في تحمل المسؤولية وتحقيق النجاح.
كما لابد أن يعمل القائد المسؤول على بناء الثقة معالجميع ويهتم بتنمية آليات التواصل الفعَال معهم فمن شأن ذلك تعزيز الانتماء والمشاركة الجماعية في تحمل المسؤولية لدى أعضاء الفريق.
ختاماً .... يمكن القول إن دور القائد المسؤول يتجلى في القدرة على تعزيز جوانب الانضباط والتوازن داخل المنظمة، وتعزيز روح العمل الجماعي وخلق بيئة عمل إيجابية ومشجعة تسهم في تحقيق الإنتاجية والكفاءةبشكل ملموس بمشاركة أعضاء فريق العمل.