تخصص الذكاء الاصطناعي في جامعة الملك فهد

- كثر الحديث في الأوساط العلمية والإعلامية بما في ذلك المجالس الاجتماعية عن علم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وفوائده ومخاطره، وقد تحدثت عنه في مقال صحفي قبل عشر سنوات وما سيكون له من منافع على الجنس البشري في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية، الحقيقة أن طوفان الذكاء الاصطناعي يغرق العالم بالكثير من التطبيقات، حيث أصبح حديث العالم عن هذا التقدم العلمي المذهل والمثير للجدل على المستوى العالمي، يتحدث الاعلام المرئي والمسموع والمقروء عن الذكاء الاصطناعي وكأنه خلق كوني جديد وليس مهارة بشرية فقد تبنت شركة صينية الذكاء الاصطناعي في نسخ الصورة والصوت والملامح لتشابه الخلق الحقيقي لتقديم زوجة بديلة عن الزوجة الحقيقية بأقل التكاليف، حيث تعمل في المنزل على حضانة الأطفال وتربيتهم.
- ولأهمية الذكاء الاصطناعي فقد فتحت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المجال للملتحقين بها في تخصص الذكاء الاصطناعي الذي يستثمر في العديد من المجالات، حيث تعمل شركات جمع وتقنية تنقيب البيانات وشركات الروبوتات والأنظمة الآلية وشركات تطوير السيارات الحديثة والبرمجة وتطوير المواقع الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات وبرمجة التطبيقات والبرامج الذكية والحاسوب الآلي وتطوير الأنظمة ذات العلاقة به ومجال التعليم والبحث العلمي بالإضافة الى مجالات أخرى ستستجد، وذلك بتطبيق الذكاء الاصطناعي الذي يقلل من التكلفة ويزيد في الجودة ويرفع مستوى الأداء والانتاجية، يدرس الملتحقون ببرنامج تخصص الذكاء الاصطناعي مع البيانات الكبيرة أو ما يعرف ب Big Data بسرعة وكفاءة عالية.
- لقد زادت تطبيقات الذكاء الاصطناعي عالمياً بوتيرة سريعة وواسعة في السنوات العشر الاخيرة في الصناعات التقليدية مثل صناعة السيارات والمعدات الثقيلة، حيث نرى دوره اليوم في تطور الخط الانتاجي الآلي في صناعة سيارات تويوتا وجنرال موتورز وكرايسلر وفورد وغيرها من شركات انتاج السيارات، وقد تبنته شركة سيارات رولز رويس لتلبية الطلبات المتزايدة عليها لأن الصناعة اليدوية التقليدية ليست سريعة.
- أما على المستوى التطبيق المحلي لعلم الذكاء الاصطناعي فقد منحت المملكة «الروبوت سارة» الجنسية السعودية، حيث تحدثت باللهجة السعودية المحلية، وترحب كأول روبوت صُنع بأيادٍ سعودية تحت اسم «سارة» بزوار معرض السعودية الرقمية المشارك في فعاليات مؤتمر «ليب 2023» التقني الدولي في نسخته الثانية، حيث انطلقت أعماله في واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات، تحت عنوان «نحو آفاق جديدة»، والذي استمر الى 9 فبراير الماضي 2023، جرى تصنيع الروبوت «سارة» بالتعاون بين السعودية الرقمية وشركة QSS بإمكانه التواصل مع جميع الزائرين والتفاعل معهم، وتأدية جميع الرقصات الشعبية، والرد على استفسارات الزوار، كذلك هناك الكثير من المحاكاة الاصطناعية من خلال استغلال علم الذكاء الاصطناعي، تستثمر المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي مليارات الريالات لأنها تدرك أهميته بالثورة الاقتصادية الحالية والقادمة.
- الخلاصة أصبح الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته مصدر خطر على الوظائف التقليدية سواء في المجال الصناعي أو المجال التجاري على الرغم من فوائده الكثيرة للأفراد والشركات، بمساهمة التقدم العلمي في النهضة المتصاعدة والمتنامية للذكاء الاصطناعي، حيث يبدو أن الكثير من الوظائف التقليدية التي تعتمد على العنصر البشري بنسبة كبيرة ستنقرض ما يؤدي إلى الاستغناء عن الكثير من الموظفين في صناعات وخدمات تقليدية تستقطب مئات الملايين من البشر حول العالم، وهذا يعني أهمية التزود بالمعرفة في مجال الذكاء الاصطناعي لمواكبة سوق العمل ومتطلباته.
كلية الأعمال KFUPM
@dr_abduwahhab