في أي فصلٍ أنت الآن؟ هل فصلك مناسب لأعوامك، أم لم تجتز فصلك الأول رغم أنك قد تكون ممن وصلوا إلى عقدهم الخامس مثلاً، لأسباب قد تكون منها إهمال للنفس والحياة، أو انشغال بالغير! أو تفضيل للنوم للعيش في الأحلام! أو انتظارٌ للمنقذ الذي سيغير حياتك ويقلبها رأس على عقب! نتغير وتتغير أفكارنا، رغباتنا، وأهدافنا، وأحياناً نستغرب من أنفسنا عندما نلقي عليها نظرة خاطفةٍ إلى الوراء! من أنت! لماذا كنت غارق في هذا الغضب، الحزن، الإهمال، اللامبالاة، التطرف بأفكارك وآراءك! من أنا بالأمس، ومن أنا الآن؟ لماذا كل هذه الأوقات الضائعة التي خسرتها؟
مع نوافذ الناس المفتوحة للجميع، انشغلنا في معرفة ماذا يحدث خلفها، ومنّا من يحسدهم ولا يغبطهم، بل يحسدهم على هذه الحياة المفلترة التي يشاهدها من أول ثوانيها إلى آخرها فتصبح حلما يريد أن يعيشه حتى إن كان يقظة! ونحن ايضاً ندوِّن أنفسنا كثيراً في صفحاتنا بمواقع التواصل الاجتماعي، وجزء من التدوين هي أحلامنا التي نريد أن نعيشها، وليس جميعها واقعنا، ماذا نريد، وكيف نحققه، ولماذا لا نجد الرضا، ولماذا لا نجد الشغف، الحماس، والتفاؤل؟
الشماعة لها وجود عند الجميع، ولكن تختلف أعدادها حسب الشخص، وما ينقصه؛ وأحياناً لا وجود لها، لأن إخفاقك، أو عدم إتمام نجاحك يسببها مؤثرات خارجية، تنعكس سلباً عليك، فتهمل حلها، أو هي أقوى منك ومن قوتك وشغفك، لحظة!! كأنني هنا جهزت شماعتك!
ما أسهل من جلوسك ساكناً مكانك بضجيجٍ داخلي تعدى الحدود، قد يكون هو متنفسك! وقد يكون هو موتك البطيء الذي أرغمت نفسك عليه رغم وجود طريق إلى تحقيق إنجازٍ تتنفس منه الصعداء، حتى إن كان مليئا بالتحديات، لكن في نهايته نجاح محتم، ينتظرك!
ما هو حلمك، وكمْ يبعد عن واقعك؟ وهل قربتهما لبعضهما؟
@2khwater