ما وصلنا له اليوم من مستويات مميزة في كثير من مؤشرات سوق العمل هو ناتج للأثر الإيجابي من حزم المبادرات والقرارات التي عملت عليها منظومة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خلال الفترة الماضية، وما زلت متفائلا جداً في تحقيق مستويات قياسية في سوق العمل لم نصل لها منذ سنوات خلال الفترة القادمة، ومتفائل في تحقيق العديد من مستهدفات رؤية المملكة الخاصة بسوق العمل قبل موعدها المستهدف بسنوات.
من أهم المؤشرات التي أتابعها بشكل مستمر وتعكس لي متانة سوق العمل هو معدل البطالة لإجمالي السكان، حيث أشارت الإحصاءات عن انخفاض معدَّل البطالة لإجمالي السكان في الربع الرابع من عام 2023م بانخفاض قدرة «0.7-» نقطة مئوية عن الربع الثالث والبالغ بـ 5.1٪، وهذا المؤشر دائماً نجد تركيز الإعلام العالمي عليه بشكل كبير، وخاصة عند المنظمات العالمية المختصة بأسواق العمل، ولذلك من المهم التركيز على إبرازه إعلامياً بشكل أكبر لأهميته.
من المؤشرات اللافتة في النشرة، والتي تستحق الإشادة بها بشكل كبير، انخفاض معدل البطالة لإجمالي السعوديين لمستوى قياسي عند 7.7٪ ، وذلك بانخفاض يقارب «0.9» نقطة مئوية عن الربع الثالث من نفس العام، وهذه المؤشرات تعكس الأثر الإيجابي لجهود منظومة الموارد البشرية في المملكة، وكوجهة نظر شخصية أرى أننا في منطقة أمان واستقرار، والأهم هو المحافظة على معدلات بطالة أقل من 9٪ حتى عام 2025م لنعزز من قوة القاعدة الوظيفية للسعوديين في سوق العمل، ووفقاً لمؤشرات النشرة نجد استقرار لمعدل بطالة الذكور السعوديين خلال عام 2023م عند 4.6٪ ، وانخفاض واضح لبطالة الإناث السعوديات ليصل إلى ما يقارب 13.7٪ مقارنة بـ 16.3٪ في الربع الثالث من نفس العام، وبانخفاض قياسي من معدل بطالة للإناث عند 30.8٪ قبل 5 سنوات.
الإصلاحات التي تم تطبيقها فيما يخص دعم توظيف الإناث تعتبر مميزة وتجاوزت مستهدفات الرؤية لعام 2030م، وبلا شك نجحنا بشكل كبير ولافت في هذا الملف والمختص في مجال دعم وتمكين المرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل، والأهم المحافظة على تلك المستويات خلال الفترة القادمة، ولا أرى أي تخوف من ذلك.
من أهم أسباب تحسن كثير من المؤشرات في سوق العمل أرى أنها قرارات التوطين النوعية التي عملت عليها وزارة الموارد البشرية، إضافة لذلك؛ تنويع أنماط العمل ورفع جاذبيتها والتي عملت عليها وزارة الموارد البشرية مثل «العمل المرن والعمل عن بعد والعمل الحر»، بالإضافة لذلك؛ دور صندوق الموارد البشرية من خلال برامج دعم التدريب والتوظيف وتمكين الكوادر الوطنية التي يقدمها للقطاع الخاص، والتي استفاد منها نحو 1.9 مليون سعودي وسعودية.
فيما يخص المناطق الإدارية؛ سجلت مناطق «تبوك، الرياض، المنطقة الشرقية، نجران» معدلات بطالة أقل من معدل البطالة لإجمالي السعوديين، حيث بلغ معدل البطالة في «تبوك 5.2٪، الرياض 5.8٪، المنطقة الشرقية 6٪، نجران 6.4٪»، وسجلت منطقتي الباحة وعسير أعلى معدلات البطالة، حيث بلغ معدل البطالة في «الباحة 11٪، عسير 10.6٪»، ومازلت أرى فرصا عديدة لتحسين معدلات البطالة في المناطق الإدارية بالمملكة وذلك من خلال التركيز على التوطين المناطقي بشكل أكبر.
ختاماً؛ وفقاً للمؤشرات المُعلنة في النشرة نحن في مسار آمن -بإذن الله-، وما زلت متفائلاً في مستقبل سوق العمل وتحقيق المستهدفات المُعلن عنها قبل عام 2030.
@Khaled_Bn_Moh