350 ألف مطلقة! عنوان لإحصائية سببت جدلاً من عدة محاور، كأن لا يجب أن تخصص الحالات للنساء، لأنها تُمثّل كذلك عدد المطلقين من الرجال، والأصح أن تعود إلى حالات الطلاق؛ كما أن غيرهم أشار إلى أن أكبر مسببات هذا العدد من حالات الطلاق هو التغيُرات التي تحدث في المجتمع، وسببها المرأة ووعيها! وحث بعضهم على إجبار المقبلين على الزواج بإدخالهم دورات توعوية وتثقفية عن توعيتهم بأدوارهم وماهية الحياة الزوجية، والسؤال ما هي محاور هذه الدورات، وهل هي قراءة للحياة السابقة أم مواكبة للوضع الحالي!
هل الملاءة المالية للمرأة تغنيها عن وجود الرجل في حياتها؟ أم هي ركيزة كان يتكئ على عدم وجودها الرجل، فاختل توازنه عندما امتلكتها، هل حياتهما سوياً قائمة على الاحتياج، أم رغبة حقيقية بالمشاركة؟ ولماذا كل هذه الضجة على عمل المرأة؟
الطلاق إن حدث فهو بسبب خلل في منظومة شراكاتهما، وهو حل للسلام النفسي، الحياتي، والأسري، فلن يهدم أحد استقراره دون أسباب، وليس كل سبب، هو سبب مقنع لك، يكفي أنه سبب أحد الأطراف التي تعيش هذه الشراكة، أو كلاهما.
التغيير الحالي لنمط الحياة، لابد أن يوجد له مساحة من التفهم والنقاش لطرفي العلاقة، حتى يجدا نمطهما الخاص والمقبول لكليهما، خصوصاً عند تأسيسها لهذه الشراكة، وبالتأكيد يستمر الحوار بينهما خلال فتراتها، والأهم عدم محاولة جلب الحياة الماضية إلى الحالية، فحياة الوالدين وتأسيسهما ومعيشتهما لعلاقتهما مختلفة زمنياً، جيلياً، ومجتمعياً، والأهم أن طرفك الآخر ليس هو ذات الشخص الذي تريد أن تعيد قصته من خلالك.
عندما تكون شريكة الحياة بكامل إرادتها معك، فهنا تأكيد لمحبتها الحقيقية، فلا حاجة لامتلاك مسبب آخر لاستمرارها، وأصلاً هل ترضى أن يعيش أحد معك وأنت تعلم أنه لا يحبك.
التصحيح الحاصل، سيغير الأسرة ومعايير الاختيار، الاستمرار، والبناء الأسري، ليتواكب مع الزمن الحالي وتغيراته الاجتماعية والاقتصادية، فلا غنى للمرأة عن الرجل والعكس، وما يحدث هو وعي لهما، فاختر ما يقاربك كنمط، ولا يحتاج منك إلى شقلبة الطرف الآخر لحياته حتى تُمرضه وترضى عنه.
@2khwater