وظلت إسهامات أرامكو السعودية وموظفيها تقدم صورة مشرّفة لمعنى المواطنة والمسؤولية وحب الخير للغير، وذلك ما نلمسه في كثير من منظومات وبرامج العطاء التي تطلقها الشركة مثل حملات التبرعات الخيرية سواء في شهر رمضان المبارك أو عند الكوارث الطبيعية التي تتسبب في وجود ضحايا يحتاجون الدعم والمساندة.
وتركز إستراتيجية المواطنة في الشركة على الإنسان وتمكينه من خلال تسريع بناء القدرات البشرية، حيث نواصل البناء على تاريخنا في توفير الفرص الداعمة للتكافل في المجتمعات وفق مبادئ راسخة ومتناغمة تُسهم في تعزيز الرسالة الخيرية ببلادنا الحبيبة، عبر كثير من أوجه العطاء الإنساني.
وتشمل منظومات العطاء العديد من الأعمال الإنسانية ذات الأثر الملموس مثل التبرعات لسلال الخير التي تُقدم إلى أكثر الفئات المجتمعية احتياجًا، وإعادة تدوير الأثاث المستخدم، ودعم المستفيدين من جهات خيرية ومنظمات غير ربحية وغيرها.
وهناك حالات استفادت من مثل هذا العطاء تجعلنا نتوقف عندها لالتماس الأثر العميق لما يمكن أن نقدمه لغيرنا. ولعلّي أجد في تجربة الابنة «شهد» خير مثل على ذلك، حيث توقفت عن الدراسة في سنٍ مبكرة بسبب عدم قدرتها على السمع، ولكن تغيرت حياتها بعد توفير أجهزة السمع لها من خلال حملة التبرع «أريد أن أسمع» وأصبح بمقدور شهد الالتحاق بالمرحلة المتوسطة، وذاك الابن «أحمد» الذي حصل على جهاز حاسوب من إحدى حملات تبرع موظفي الشركة بهذه الأجهزة، مما مكّنه من متابعة دروسه واستذكارها وساعده على التفوق.
ذلك وغيره يضعنا أمام أثر إنساني وإن كان بسيطًا في العطاء إلا أنه كبير في القيمة إذ يرتبط بتحسين حياة الكثيرين، ومنحهم طاقة دافعة للمضي قدمًا فيما يبرعون فيه، ولا شك أن الإنسان حين يُسهم أو يشارك في منح غيره القدرة على تحقيق الأمل فذلك ذروة المسؤولية، وأنبل مراحل العطاء، ولذلك عملنا في أرامكو السعودية على إعلاء قيمة المواطنة من خلال تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات والحملات التي يقوم فيها موظفو الشركة بدورهم الإنساني عبر برنامج تبرع الموظفين.
ويُعد برنامج تبرع الموظفين بمثابة سباق دائم نحو الخير، حيث تُجمع من خلاله تبرعات نقدية لتقديمها لإحدى الفئات المحتاجة، وتقديرًا لروح المسؤولية لدى الموظفين، تدفع الشركة مبلغًا مماثلًا لتبرعات الموظفين حتى يتضاعف الأثر، مما يُسهم في استدامة العمل الخيري والتضامن الاجتماعي، وأصبح هذا النهج جزءًا لا يتجزأ من قيم موظفي أرامكو السعودية الذين بدأوا سباق جمع التبرعات منذ بداية الألفية من خلال حملات الحقيبة المدرسية.
وتوسع برنامج تبرعات الموظفين وواكب احتياجات المستفيدين ليصبح بالإمكان في عام 2019م، ولأول مرة، أن يختار الموظفون المجال العام للتبرع تحت ثلاثة صناديق عامة، وهي: الصندوق الاجتماعي، والصندوق الطبي، والصندوق التعليمي، وهي صناديق يندرج تحتها عدد من البرامج الخاصة والفئات المستهدفة من ذوي الدخل المحدود.
ومع تطور منظومة الخير في برنامج التبرعات أصبحت هناك ثلاث حملات مختلفة تستفيد من هذا البرنامج، تشمل: حملة رمضان التي انطلقت منذ عام 2002م، وفيها يتم جمع مساهمة موظفي الشركة في هذا البرنامج سنويًا خلال الشهر المبارك. وثاني الحملات هي الإغاثية الرسمية وفيها تتم دعوة الموظفين للمساهمة عند حدوث أيّ كارثة تسبب معاناة للضحايا، وآخرها حملة الصندوق الأزرق التي تبدأ قبل شهر رمضان لتوزيع صناديق الرعاية من خلال شريكنا الإستراتيجي «بنك الطعام السعودي - إطعام» على الجمعيات الخيرية في المملكة.
وقد انطلقت حملة تبرعات «الصندوق الأزرق» هذا العام بهدف توفير المواد الغذائية للمحتاجين في جميع المناطق، وشمل ذلك 18 مدينة ومحافظة مختلفة، و36 جمعية خيرية تم تدقيقها من قبل منصة إحسان، وحققت الحملة إنجازات مهمة في فترة وجيزة حيث شارك فيها قرابة الألف متطوع، عملوا على تجهيز 10 آلاف صندوق أزرق لعشرة آلاف أسرة، ويجري العمل على رفع عدد هذه الصناديق الزرقاء إلى أكثر من 16 ألف صندوق.
لقد كان لتبرعات موظفي أرامكو السعودية التي تدعمها الشركة بمبالغ مماثلة أثرها الإيجابي في إنجاز العديد من البرامج والمبادرات الخيرية التي تسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي بمناطق بلادنا الحبيبة، وذلك جزء من مسيرة خير وعطاء مستدامة نحرص عليها من خلال الأداء الفعّال لقسم المواطنة في هذا الشأن الذي يرسخ قيمة ملهمة وأساسية من قيم أرامكو السعودية، ويتماشى مع نهج مملكة الإنسانية في إعلاء قيم الخير والمسؤولية.
- النائب التنفيذي للرئيس للموارد البشرية والخدمات المساندة في أرامكو السعودية